ثلاثية في ألكتاب ألمقدس

ثلاثيات فى دراسات كتابية
للقس ثاؤفيلس نسيم

" وجد كلامك فأكلته فكان كلامك لى للفرح ولبهجة قلبى

تمهيد
أصدقائى بنعمة المسيح سنتابع معاً فى هذا العدد الدراسة الكتابية ثلاثية المحاور (شخصية ومعجزة ومثل) كتابى هدفها الرئيسى تقديم فضيلة حياتية كتابية
وفى هذا العدد سنتابع معاً
فـن الـتدبير
من خلال دراستنا لكل من
شخصية يوسف الصديق
معجزة إشباع الجموع
مثل العذارى الحكيمات والجاهلات
ولكننى فى البداية وكالعادة أشير عليكم أن نقرأ الكتاب المقدس من خلال الشواهد المذكورة لكى تأتى الدراسة بثمارها المرجوة
شبع بالمسيح .. نمواً فى المعرفة الكتابية .. فرح وبهجة قلبية
كما يسعدنا اشتراكك فى المسابقة التى نعرضها فى النهاية، فهى تطبيق يساعدنا على اكتمال الاستفادة
يوسف الصديق
الشاهد الكتابى : (تك37: 39- 50)
معنى الاسم : اسم عبرى معناه " يزيد " إذ قالت راحيـل أمـه عند ولادتـه " يزيدنى الرب ابناً آخـر "(2)
الأب : يعقوب (معناه يعقب أو يمسك بالعقب)
الأم : راحيل (معناه شاة)
(أر 15: 16). (2)- (تك30: 24)
الزوجـة : آسنات ابنة فوطى فارع كاهن آون
الأبنـــاء : منسى الابن البكر " لأن الله أنسانى كل تعبى وكل بيت أبى إفرايم الابن الثانى " لأن الله جعلنى مثمراً فى أرض مذلتى
المهنة : 1- راعى غنم
مفسر للأحلام
أول وزير تموين فى الكتاب المقدس، والرجل الثانى فى مصر بعد فرعون
أماكن الإقامة : فدان آرام – مصر
لقبـه : أطلق عليه فرعون " صفنات فعنيخ " أى مخلص العالم – معطى الحياة – معلن الأسرار
ملامح فن التدبير من خلال شخصية يوسف
يـبـذل
" ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه أحب يوسف كل من تعامل معهم فى كل مكان وُجد فيه
(أ)-فى بيت أبيه : " كان يرعى مع إخوته الغنم وهو غلام عند بنى بلهة وبنى زلفة امرأتى أبيه
(ب)-فى بيت فوطيفار : خدمه بحب، فأتمنه على كل ما لديه " فوجد يوسف نعمة فى عينيه وخدمه فوكله على بيته ودفع إلى يده كل ما كان له
(ج)-فى السجن : وجد نعمة فى عينى رئيس بيت السجن، فطلب منه أن يساعده فى رعاية الأسرى " فدفع رئيس بيت السجن إلى يد يوسف جميع الأسرى الذين فى بيت السجن
(تك41: 51). (2)- (تك41: 52)
(يو15: 13). (4)- (تك37: 2)
(تك39: 4). (6)- (تك39: 22)
يـخــطط
ليكن كل شئ بلياقة وبحسب تدبير
أشار يوسف على فرعون - بعد تفسيره للحلم - بضرورة التصرف بحكمة لتدبير البلاد فى سنوات الجوع، ووضع له خطة مستقبلية لتوفير الطعام خلال سنوات المجاعة : " فجمع كل طعام السبع سنين التى كانت فى أرض مصر وجعل طعاماً فى المدن طعام حقل المدينة الذى حواليها جعله فيها "(2)
يـحــاور
هلم نتحاجج يقول الرب
(أ)- تحاور مع امرأة فوطيفار ليرجعها عن عمل الخطية " ليس هو فى هذا البيت أعظم منى ولم يمسك عنى شيئاً غيرك لأنك امرأته فكيف اصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله
(ب)- تحاور مع إخوته ليعرف منهم أخبار أبيه وأخيه بنيامين : "... لتروا عـورة الأرض جئتم. فقالوا عبيدك اثنا عشـر أخاً نحن بنو رجل واحد فى أرض كنعان وهوذا الصغير عند أبينا اليوم والواحد مفقود "(5)
يطـور
" كونوا لطفاء بعضكم نحو بعض. شفوقين متسامحين كما سامحكم الله أيضاً فى المسيح
(أ)- لم ينتقم من زوجة فوطيفار التى اتهمته ظلماً، وأودعه زوجها السجن لسنوات
(ب)- سـامح إخوته وأعالهم فى سنوات الجوع " فقد أرسلنى الله قدامكم ليجعل لكم بقية فى الأرض وليستبقى لكم نجاة عظيمة. فالآن ليس أنتم أرسلتمونى إلى هنا بل الله وهو قد جعلنى أبا لفرعـون وسيداً لكل بيته ومتسلطاً على كل أرض مصر
(1كو14: 40). (2)- (تك41: 48)
(أش1: 18). (4)- (تك39: 9)
(تك42: 11، 12). (6)- (أف4: 32)
(تك45: 7، 8)

يوسف الصديق فى مصر وقد أصبح الرجل الثانى بعد فرعون

يفـوض
" ثم دعا تلاميذه الاثنى عشر وأعطاهم سلطاناً على أرواح نجسة حتى يخرجوها ويشفوا كل مرض وكل ضعف "(1)
طلب من فرعون أن يوكل نظاراً أثناء سنوات الشبع ليجمعوا الطعام ويخزنون القمح فى المدن ويحفظونه " يفعل فرعون فيوكل نظاراً على الأرض ويأخذ خمس غلة أرض مصر فى سبع سنى الشبع. فيجمعون جميع طعام هذه السنين الجيدة القادمة ويخزنون قمحاً تحت يد فرعون طعاماً فى المدن ويحفظونه
يقيـم
كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله هم مدعون حسب قصده
(أ)- عرض على المصريين بعد أن فرغت الفضة، أشار عليهم أن يبادلوا مواشيهم بالقمح، ثم بعد أن فرغت المواشى طلبوا من يوسف أن يشترى أرضهم فاقترح عليهم أن تكون خمس غلة الأرض لفرعون والأربعة أجزاء تكون لهـم " هاتوا مواشيكم فأعطيكم بمواشيكم إن لم يكن فضة أيضاً ... اشترنا وأرضنا بالخبز فنصير نحن وأرضنا عبيداً لفرعون " ... وأعط بذاراً لنحيا ولا نموت ولا تصير أرضنا قفراً. فاشترى يوسف كل ارض مصر لفرعون إذ باع المصريون كل واحد حقله لان الجوع اشتد عليهم فصارت الأرض لفرعون
(ب)- بعد نياحه أبيه يعقوب أوضح لإخوته خطة الله فى حياته " أنتم قصدتم لى شراً أما الله فقصد به خيراً لكى يفعل كما اليوم ليحيى شعباً كثيراً. فالآن لا تخافوا أنا أعولكم وأولادكم فعزاهم وطيب قلوبهم "(6)
عمره : عاش 110 سـنة ومات فى مصر وحنطه الأطباء المصريون ولكنه أوصى بدفنه مع آبائه فى مغارة المكفيلة(7)

(مت10: 11). (2)- (تك41: 34، 35)
(رو8: 28). (4)- (تك 47: 12- 20)
(تك 47: 13- 20). (6)- (تك 50: 20، 21)
(يش 24: 32)
معجزة إشباع الأربعة آلاف
الشاهد : (مت15: 32- 39) (مر8 : 1- 9)
" وأما يسوع فدعا تلاميذه وقال إنى أشـفق على الجمع لأن الآن لهم ثلاثة أيام يمكثون معى وليس لهم ما يأكلون ولست أريد أن أصرفهم صائمين لئلا يخوروا فى الطريق. فقال له تلاميذه من أين لنا فى البرية خبز بهذا المقدار حتى يشبع جمعا هذا عدده.. فقال لهم يسوع كم عندكم من الخبز فقالوا سـبعة وقليل من صغار السمك. فأمر الجموع أن يتكئوا(1) على الأرض. وأخذ السبع خبزات والسمك و شكر وكسر وأعطى تلاميذه والتلاميذ أعطوا الجمع. فأكل الجميع وشبعوا ثم رفعوا ما فضل من الكسر سبعة سلال مملوءة. والآكلون كانوا أربعة آلاف رجل ما عدا النساء والأولاد. ثم صرف الجموع وصعد إلى السفينة وجاء إلى تخوم مجدل
مكان المعجزة : الجبل على جانب بحر الجليل
زمان المعجزة : بعد ثلاث أيام من وجود الجمع مع ربنا يسوع سنة 29م
شهود المعجزة : التلاميذ والأربعة آلاف، وهم الجمع الحاضر من الرجال ماعدا النساء والأولاد
يمثل رقم 4 جهات الأرض الأربعة، ورقم 1000 يرمز إلى الطبيعة السماوية. فربنا يسوع هو شبع العالم بجهاته الأربعة
أقسام المعجزة : 1- الجمع حول ربنا يسوع (29- 31)
ربنا يسوع يشفق على الجمع (32- 36)
ربنا يسوع يشبع الجمع (37- 39)
الاحتياج الإنسانى
جاءت الجموع مؤمنة بربنا يسوع الإله القادر على شفاء مرضاهم، وجلسوا حوله ليتغذوا بكلامه المحيى لمدة ثلاثة أيام دون أن يتذمروا أو يشعروا بالجوع. فقد كان كلامه شبع لأرواحهم ونفوسهم فلم يهتموا بطعام أجسادهم
يتكئـوا أى يجلسـوا.
التدخل الإلهى
أشفق ربنا يسوع على الجمع
فدعا التلاميذ وأخبرهم بأنه لا يريد أن يصرف الجمع وهم صائمين لئلا يضعفوا ويخوروا أثناء عودتهم لمنازلهم.
سأل ربنا يسوع التلاميذ عن الطعام المتوفر لديهم بعدما تساءلوا فى ضعف إيمان " من أين لنا فى البرية خبز بهذا المقدار حتى يشبع جمعاً هذا عدده أمر ربنا يسوع الجموع أن يجلسوا على الأرض
بارك ربنا يسوع السبع خبزات والقليل من السمك ليشبع الحاضرون
تشير السبعة أرغفة إلى
المسيح المخلص الذى قدم نفسه للأمم خلال الكرازة لهم على ألسنة الرسل السبعين، عن طريق الروح القدس العامل فى الكنيسة خلال أسرارها السبعة
يشير السمك القليل إلى
ربنا يسوع إذ قدم نفسه للأمم خلال كرازة التلاميذ البسطاء
رد الفعل البشرى
الجمع : أكل الجميع وشبعوا وفضل عنهم من الكسر سبعة سلال مملوءة
ترمز السبعة سلال إلى الكنائس السبعة(2) .. إذ تشبع من خلال كلمة الله وعمل الروح القدس فيها
وبعدما أكلوا صرفهم ربنا يسوع ليمارسوا حياتهم .. حتى لا يظنوا أنه يمدهم بالخبز والطعام فقط
الاستفادة الحياتية
أشكرك يا إلهى على اهتمامك بشبعى
كلامك يشبعنى ويفرحنى : " وجد كلامك فأكلته فكان كلامك لى للفرح ولبهجة قلبى

(مت 15: 33). (2)- (رؤ1: 12- 20)
(أر 15: 16)
جسدك ودمك يثبتنى ويمنحنى الحياة الأبدية : "من يأكل جسدى ويشرب
دمى فله الحياة الأبدية وأنا أقيمه فى اليوم الأخير
سير شهدائك وقديسوك قدوة ومثال : "أنظروا إلى نهاية سيرتهم فتمثلوا بإيمانهم
ماذا يقول لك المسيح فى هذه المعجزة ؟
اهتم أولاً بملكوت الله : لقد جلست الجموع ثلاث أيام تستمع لكلمات ربنا يسوع .. من أجل خلاص نفوسهم وبدون أن تطلب طعام جسدى فاهتم الله بأن يوفر لهم الطعام المادى بحلول إلهية لا تخطر على قلب بشـر.
تذكر مراحم الله : لقد سأل ربنا يسوع التلاميذ نفس سؤال معجزة الخمس خبزات والسمكتين ليذكرهم بالمعجزة الأولى، وكانت إجابتهم عقلانية وكأنهم نسوا أن المسيح قادر على كل شئ
إنه يريد اشتراكك : بأن تعطيه سبع خبزات وقليل من السمك (مواهبك) فيشبع هو بها الأربعة آلاف غير النساء والأطفال، ولكن من الضرورى أن تقدم ما عندك فى يدى المسيح
أشكر الرب : وأخذ السبع خبزات وشكر " نشكر الله على كل عطاياه لنا
.. يقول ماراسحق السريانى [ ليست موهـبة بلا زيادة إلا التى بلا شكر ]
تشعر بالفيض : بركة ربنا يسوع تغطى العالم كله وتفيض منها. فرقم (7) سبعة سلال يرمز للروح القدس الذى يعمل فى الأسرار المقدسة القادر أن يشبع كل احتياجات الإنسان وتفيض
(يو6: 54). (2)- (عب13: 7)

مثل العذارى الحكيمات
والعذارى الجاهلات
الشاهد : (مت 25 : 1- 13)
"حينئذ يشبه ملكوت السموات عشر عذارى أخذن مصابيحهن وخرجن للقاء العريـس. وكان خمـس منهن حكيمات وخمس جاهلات. أما الجاهلات فأخذن مصابيحهن ولم يأخذن معهن زيتاً. وأما الحكيمات فأخذن زيتاً فى آنيتهن مع مصابيحهن. وفيما أبطأ العريس نعسن جميعهن ونمن. ففى نصف الليل صار صراخ هوذا العريـس مقبل فاخرجن للقائه. فقامت جميع أولئك العذارى وأصلحن مصابيحهن. فقالت الجاهـلات للحكيمات أعطيننا من زيتكن فإن مصابيحنا تنطفئ. فأجابت الحكيمات قائلات لعله لا يكفى لنا ولكن بل اذهبن إلى الباعة وابتعن لكن. وفيما هن ذاهبات ليبتعن جاء العريـس والمستعدات دخلن معه إلى العرس وأُغلق الباب. أخيراً جاءت بقية العذارى أيضاً قائلات يا سـيد يا سيد افتح لنا. فأجاب وقال الحق أقول لكن إنى ما أعرفكن. فاسهروا إذا لأنكم لا تعرفون اليوم ولا الساعة التى يأتى فيها ابن الإنسان"
القراءة الكنسية
القراءة الأصلية 30 طوبه تذكار شهادة العذارى القديسات بيستيس وهلبيس وأغابى وأمهن صوفية. وتتحدث الآيات عن العرس المعد لهن.
ورتبت الكنيسة قراءة (مت 25: 1- 13). كلما احتفلت بتذكار إحدى العذارى أو القديسات مثل : 5 توت – 20 توت – 29 توت – 1 بابه – 6 برمودة – 17 أبيب – 28 أبيب – 2 مسرى – 15 مسرى – 21 مسرى.
مكان إلقاء المثل : على جبل الزيتون(1)
المستمعين للمثل : التلاميذ بطرس ويعقوب ويوحنا واندراوس، وهم الذين اختارهم ودعاهم ربنا يسوع للتلمذة قبل بقية التلاميذ، وتحدث معهم عن أسرار ملكوت السموات
(1)- (مر 13: 3)
هدف المثل : الاستعداد لمجئ ربنا يسوع الثانى .. لذا وضعته الكنيسة فى إنجيل صلاة نصف الليل – الخدمة الأولى بالأﭽبية
أقسام المثل : 1- العذارى والاستعداد لمجئ العريس (1- 4)
مجئ العريس ويقظة العذارى (5- 7)
ما بين الجاهلات والحكيمات (8- 13)
تفسير المثل ورموزه
بدأ ربنا يسوع مثل العذارى بتسمية بشارة الإنجيل بملكوت السموات لأن العمل بها يوصل إلى الملكوت. وملكوت الله تعنى مُلك الله السماوى على قلوب أولاده فى الكنيسة استعداداً للملكوت الأبدى
يرمز العريس إلى : ربنا يسوع عريس الكنيسة، وكل نفس بشرية من أعضاءها، والعرس هو ملكوت السموات
تشـير العذارى العشـر إلى : كل أعضاء الكنيسة المدعوون للاتحاد بالمسيح، والدخول معه إلى العرس الأبدى، وقد اتفقن جميعاً أنهن عذارى، ومعهن مصابيح، ولهن أوانى، وخارجات لاستقبال العريس. ولذا يعجز على الإنسان أن يفرق بينهما
ووصفن بالعذارى لا لأنهن إناث، بل لأن النفس البشرية عندما تنحل من رباط الجسد تكون كالعذارى فى تقواها وطهارتها بلا تمييز بين ذكر وأنثى .. بل الجميع فى السماء كالملائكة
عشـر : عدد يرمز للكمال أى كل البشر المؤمنين بالله
عذارى : ترمز للنفوس البشرية التى تؤمن بالله
مصابيحهن : ترمز إلى إمكانيات الإنسان أى الروح والجسد ليحيا بهما مع الله فتستنير حياته
كان رقم 10 عند اليهود أقل ما يلزم لاجتماع قانونى لأكل الفصح أو لشهادة عرس
ترمز المصابيح إلى : الأعمال المقدسة كالصوم والصدقة والصلاة التى تميز بين الإيمان الحى، والإيمان الميت
ترمز الحكيمات إلى أعضاء الكنيسة العاملين حسب الروح والمستعدين بإيمانهم العامل بالمحبة إلى ملكوت السموات .. بينما تشير الجاهلات إلى الأعضاء السالكين حسب الجسد .. لهم مظهر التقوى، ولكنهم ينكرون قوتها فى غير استعداد لمجئ ربنا يسوع الثانى
الجهـل : هو أن يكون للإنسان القدرة على التمتع بالله، وعشرته فى هذه الحياة وإلى الأبد، ويتهاون متكاسلاً، ومنشغلاً بالعالم وشهواته واهتماماته
يشـير الزيت إلى
(أ)- عمل الروح القدس الذى يلين القلوب القاسية، ويضمد جراحات النفس المتألمة
(ب)- حياة القداسة والتى تعلن عن طريق عمل الخير والمحبة، وكذلك عمق حياة التقوى
(ج)- الفرح والابتهاج " أحببت البر وأبغضت الإثم من أجل ذلك مسحك الله إلهك بدهن الابتهاج أكثر من رفقاءك
يشير العدد خمسة إلى
الحواس الخمسة، فالمؤمنين الحكماء حواسهم مقدسة بعمل الروح القدس، وتملك ربنا يسوع عليها، والجهلاء على عكس ذلك
سيأتى ربنا يسوع فى مجيئه الثانى فى الموعد الذى حدده هو، ومهما أبطأ فى نظر البعض إلا أنه من المؤكد أنه سيأتى(2)، وسيكون مجيئه فى نصف الليل حيث لا يتوقع الإنسان مجئ أى زائر
وبمجيئه سينتهى نهار حياة الجهاد على الأرض، ويبدأ نهار الأبدية

(مز45: 7). (2)- (2بط 3: 9). (3)- (1تى 5: 2)

يشير الصراخ كعلامة للتنبيه إلى : صوت بوق الملائكة العظيم الذى سيعلن به الملائكة مجئ ربنا يسوع الثانى(1)، يتبعه قيام جميع الناس تتبعهم أعمالهم

يرمز النوم إلى : الموت الذى يستوى فيه الجميع الحكماء والجهال. وسُمّى نوماً ليقظة القيامة التى تعقبه، ولأن الأبرار يستريحون فيه من شقاء العالم
يوضح طلب الجاهلات للزيت من الحكيمات انقطاع رجاءهن إذ أنه فى اليوم الأخير لا يستطيع إنسان أن يساعد الآخرين، فلقد انتهى عالم العمل وجاء وقت الجزاء، فلا يفيد تأجيل التوبـة. فلقد انتهى أوانها بالمجئ الثانى لربنا يسوع، لذا يشعر الجهال فى هذا اليوم بالندم سواء على خطاياهم أو لتركهم أعمال الرحمة والمحبة حين كانوا قادرون عليها فى زمان الحياة
الباعة : أى كل إنسان يمكن أن نعمل معه رحمة مثل الفقراء والمحتاجين
يغلق العريس الباب لحفظ الذين فى الداخل ولمنع الذين فى الخارج من الدخول .. لذا عندما يطلب غير المستعدين الدخول لا يسمعون سوى رد العريس " لا أعرفكن
يدعو ربنا يسوع المؤمنين للسهر أى ليتقظوا فى أفكارهم وليرجعوا بقلوب تائبة إليه، ويقدموا ذبائح الحب من خلال عمل الخير
الاستفادة الحياتية
ساعدنى يا إلهى لأستعد ليوم مجيئك كما استعدت العذارى الحكيمات .. اسندنى ليكون لى نصيباً فى ملكوتك، وسامحنى عن إهمالى وكسلى، وارفعنى برحمتك فوق ضعفاتى .. إذ
(أ)- اسهر مصلياً : " اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا فى تجربة (ب)- تب نادماً : " اصحوا واسـهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول
(1تس 4: 16). (2)- (يو 5: 28، 29)
(مت26: 41)
ملتمساً من يبتلعه هو )
(ج)- عش مدققاً : " فانظروا كيف تسلكون بالتدقيق لا كجهلاء بل كحكماء مفتدين الوقت لأن الأيام شريرة
على ماذا يؤكد ربنا يسوع فى هذا المثل ؟
يؤكد على ضرورة الاستعداد بالسهر، وتقديم ذبائح المحبة من خلال عمل الخير
ماذا يقول لك هذا المثل شخصياً ؟
من لا يحيا فى محبة الله على الأرض ليس له مكان للتمتع بمحبته فى السماء، فالله ينتظر محبتك العملية فى صلواتك وخدمتك وأعمالك
لذلك لا تمنع الخير عن أهله حين يكون فى طاقة يدك أن تفعله، فتستنير الأرض بك ولا تخزى يوم الدينونة
الأنبا موسى الأسود يقول :[ داوم على الصلاة كل حين ليستنير قلبك بالرب لأن مداومة الصلاة صيانة من السبى ومن يتوانى قليلاً فقد سبته الخطية ]