هل خطية آدم زنَى؟؟ (15)

هل خطية آدم زنَى
سؤال؟
يقول ألبعض إن خطية آدم وحواء هي ألزنى. ولما كان ألكتاب لم يذكر هذا, فمن أين نشأ هذا ألرأي؟ وما ألرد عليه إن كان خطأ؟
ألجواب:
لعله يرجع إلى أوريجانوس, ألذي غالى في طريقة ألتفسير ألرمزي. وقد حاول أن يجعل ألرمز يشمل كل شيىء, حتى خطية آدم, حتى أشجار ألجنة. فقال أن خطية آدم هي ألزنى, وأستدل على رأيه بالنقاط الآتية:
قال إن شجرة معرفة ألخير وألشر, كانت في وسط ألجنة, كما أن الأعضاء ألتناسلية في وسط جسم الأنسان. وقال بالأكل من ألشجرة قيل"وعرف آدم حواء إمرأته فحبلت وولدت" (تك 1:4)
وقال إنهما بالخطية عرفا ألخجل وعلما أنهما عريانان, وخاطا لأنفسهما مآزر من ورق ألتين (تك 7:3).
وأستدل أوريجانوس على رأيه أيضاً من سيطرة ألزانى على ألعالم...
وعن أورجيانوس نُقل هذا ألرأى, حتى وصل إلى صاحب ألسؤال.
ولكن هذا ألرأى عله ردود كثيرة منها, فحص هذا ألرمز:
1- قيل إن شجرة معرفة ألخير وألشر, كانت في وسط ألجنة. والأعضاء ألتناسلية في وسط جسم الإنسان. فلو أعتبرنا هذه الأعضاء هي ألشجرة, لأصبح جسم الإنسان هو ألجنة.
وهنا نقف أمام جنتين (آدم و حواء), وشجرتين (في كل منهما واحدة). وهذا لو طبقنا تفاصيل ألتفسير ألرمزي حسب مفهوم أوريجانوس. ويكون آدم يقطف من شجرة حواء, وحواء تقطف من شجرة آدم ولاكن الله قد وضع آدم في ألجنة – حسب قول ألكتاب (تك 15:2)- وإنما يكون هو نفسه جنة حواء!! ولكن ألكتاب قال إن الله وضعه في جنة عدن, ليعملها ويحفظها" ( تك15:2). فحسب ألرمز, ماذا تكون عدن ؟؟ وما معنى يعملها ويحفضها؟؟؟
2 – وماذا تكون باقي رموز كل ما في ألجنة؟
ماذا يكون ألنهر ألذي يخرج من عدن ليسقي ألجنة ومن هناك ينقسم إلى أربعة رؤوس؟ وما هي تلك الأربعة أنهار وبلادها (تك 2: 10-14)؟ وماذا تكون باقي أعضاء جسم الإنسان في رموزها؟ هل ترمز إلى أشجار أخرى في ألجنة؟ وهل كان مصرحاً بها ؟
3 – ثم أن شجرة ألحياة أيضاً كانت في وسط ألجنة (تك9:2).
ولم تكن شجرة معرفة ألخير وألشر وحدها في وسط ألجنة. فهل شجرة ألحياة هي أيضاً ترمز إلى شيء إذاً تمادينا مع أوريجانوس؟ وحينئذ كيف نفهم معنى أن ألكاروبيم في حراسة شجرة ألحياة بلهيب سيف( تك24:3).
4 – ثم كيف نفهم طرد الإنسان من ألجنة, إن كانت ترمز إلى جسمه؟
كيف فارقها, وعاش خارجها ؟ وكيف فارق شجرة معرفة ألخير وألشر ألتي في وسط ألجنة؟ أن ألرمز هنا, بلا شك , يدخلنا في بلبلة لا نهاية لها.
على أن هناك سؤالاً هاماً جداً, نضعه أمامنا إن كانت ألخطية زنى.
5 – إن كانت ألخطية زنى , فماذا كانت ألوصية أذن؟ وهل فهمها آدم ؟
هل كانت " لاتزن" وخالفها آدم؟ ماذا يفهم آدم, وماذا تفهم حواء من عبارة "لا تزن"؟ وهما بريئان بسيطان لا يعرفان من هذه الأمور شيئاً. بدليل إنهما كانا عريانين وهما لا يخجلان (تك 25:2). هل شرح لهما الله معنى ألوصية وما ألذي يمنعهما عنه؟! مستحيل , والإ يكون هو ألذي فتح أعينهما..! حاشا...
أم لم تكن هناك وصية, وهذا ضد ألكتاب؟ أم إنهما لم يفهما ألوصية, وحينئذ لا تكون هناك عقوبة؟ ولا معنى لوصية غير مفهومة.
6 – وإن كانت ألخطية زنى, لارتكابها الإثنان في وقت واحد.
ما معنى أن حواء قطفت أولاً وأكلت, ثم أعطت آدم (تك6:3). لو كانت ألخطية زنى, لقيل أنهما أكلا في وقت واحد من ألشجرة, قال " فأنفتحت أعينهما وعلما أنهما عريانان" (تك 7:3). ولو كانت ألخطية زنى, لانفتحت أعينهما أولاً, وعرفا أنهما عريانان, ثم بعد ذلك يأتي إرتكاب ألخطية. لأنه من غير ألمعقول أن يرتكبا خطية كهذه, وعيونهما مغلقة.
8 – أما ألخجل, ومعرفة آدم لحواء، فلم تكن هي ألخطية،إنما كانت نتيجة لنزولهما إلى ألأمستوى ألجسداني في أشتهاء ألأكل...
ولذلك قيل " وعرف آدم حواء" بعد طردهما من ألجنة (تك 1:4). ولم يكن ذلك وهما في ألجنة. وعبارة ألخجل وردت بعد الأكل من ألشجرة, وليس أثناء ذلك ولا قبله.
كان آدم روحياً, بعيداً عن ألشهوة ألحس. فلما وقع في ذلك كله بالأكل من شجرة, هبط إلى ألمستوى ألجسداني. و أصبح سهلاً بعد هذا أن يكمل طريق ألجسد في موضوع ألجنس. هذا الأمر تم نتيجة للسقوط, ولم يكن هو عملية ألسقوط.
9 – وإذا أعتبرنا ألجنس بين آدم و حواء هو خطية زنى, فما معنى إذن قول ألرب لهما " إثمروا وأكثروا وأملأوا الأرض"(تك28:1).
ووردت هذه ألبركة في أليوم ألسادس, قبل أن يقول ألكتاب" وكان مساء وكان صباح يوم سادساً"(تك3:1). ورأى الله ذلك فإذا هو حسن جداً...
10 – وإن كانت ألخطية زنى, فلا داعي إذن لإغراءات الألوهية وألمعرفة.
و ألمعروف إن أغراء ألحية لحواء, لم يكن هو ألزنى, إنما" تكونان مثل الله, عارفين ألخير وألشر" (تك5:3).
إذن فهى خطية كبرياء, وشهوة ألمساواة بالله. وفي هذه ألخطية وقع ألشيطان نفسه, حينما قال في قلبه" أصير مثل ألعلّى"(أش14:14).
وبناء على هذا الإغراء " شهوة ألتأله" سقطت حواء, ثم سقط آدم. ولم يقل ألكتاب مطلقاً إن الإغراء كان هو ألزنى ألذي لم تكن تفهمه حواء.
11 – أما إنشار خطية ألزنى, فيشبه إنتشار خطايا أخرى...
مثل محبة ألعظمة, ومحبة ألذات, ومحبة ألغنى, وشهوة الإمتلاك, وشهوة الأكل, وأنفعال ألغضب, وخطية ألكذب.. وكل هذا منتشر جداً, حتى في ألسن ألمبكرة ألتي لا تعرف ألزنى, وفي سن ألشيخوخة ألتي تعجز فيها عن ألزنى.
12 – ألقول إذن بأن خطية آدم وحواء زنى, لا يسنده ألكتاب...
إنما هو ألتمادي في ألتفسير ألرمزي بطريقةغير مقبولة.
إن ألتفسير ألرمزي عموماً, له جماله وعمقه, على أن يكون في حدود ألمعقول, ويكون له ما يسنده من نصوص ألكتاب...

كل الفلاسفة الذين هدروا باصواتهم كانوا يمارسون المراوغة في تعليل هذا الحدث بكثير من المعميات اللغوية المبهمة احيانا والمستعصية على الفهم احيانا اخرى حتى على المثقف ؟
لان المثقف ايضا كان يخاف من عدم التسليم براي هذ او ذاك من الفلاسفة حتى لايتهم بالجهالة ؟
اورد مثلا عندما بدات بدع الرسم والادب السريالية والدادائية والتكعيبية ...الخ لم ينبري الا القلة القليلة بالاعتراض على الغوغائية المستخدمة فيها لان الكل كان يخجل ان يقال له انت ..لات..ف..ه..م ؟
في قصة ادم وحواء ثمة اشارة واضحة الى دور المراة في المجتمع وفي حياتنا البايلوجية ؟
المراة عصت الله لانها جربت المتعة الجنسية وجربت متعة الفردوس فكانت متعة الجسد الذ واطيب ( لاحظ دور الرجل ادم كان في هذهع القصة او الاسطورة مجرد بهيمة على حد المثل لايهش ولايبش ) وكانت حواء تقود التحدي ضد ارادة الله ؟
الافعى حرضت على العصيان
الملاك عصى الله
الفاعل هو حواء ؟
المحرض هي الافعى ؟
المفعول به الواقع تحت الغواية هو ادم ؟
والملاك ؟
لاحظ دور الذكر ؟
ودور الانثى ؟
الله حكم على ادم وحواء بالعيش والكد والتعب والارهاق ؟
وعلى الملاك بمسخه الى شيطان ؟
والافعى بالسعي زحفا على بطنها حرمها من قوائمها ؟
الجنس اي التزاوج او المقارنة كانت متاحة لاتوجد اي اشارة واضحة على انها محرمة
لاتزني ... هذا الامر لم يكن موجود قبل موسى كانت كل الاناث متاحة لكل ذكر في العائلة الواحدة الام والاولاد الاخوات والاخوة الاب والبنات الكل يضاجع الكل حسب حاجته للمتعة اما التحريم الحقيقي للمتعة الجنسية ظهر بعد ظهور اول الانبياء موسى فكانت وصية الرب له ؟ هل هذا صحيح ان الرب اوصى بذلك ام ان المشرعين الخ هم الذين وضعوا هذه القوانين وهل هذه الوصايا ظهرت بعد ظهور النبي موسى الذي اعرفه ان العلاقة الجنسية كانت مباحة ومتاحة للجميع حتى بعد قيام الاسلام واعتقد حتى اواسط عهد الخلافة العباسية الخ
الحيوانات تزني علانية مع بعض
اذا لاتزني تعني شئ واحد
ان لاتخون شريكك فقط
هذا يعني ان المشرع بموجب العقد الاجتماعي وضع هذا النص كقانون يلتزم به الجميع ليتمكن من تشكيل اسر ( عائلة مترابطة رحما ووجدانا )
وللمراة لاتنجبي من غير زوجك
والرجل لاتنجب من غير امراتك
وحدد ..من اجل هذا يترك امه واباه ويتبعها ؟
والمقارنة متاحة بدون عقد قران
الاشارة واضحة فعليا في عملية الخليقة
لماذا الله خلق لادم انثى ؟
هل خلقها كان اعتباط ؟
هذا من مستحيل المستحيلات ؟؟؟؟!!!!و
والا كان الله خلق لادم ربيب له يشبهه ؟
اذا من الخليقة كان الله يقصد ان يخلق ذكر وانثى لا بسبب اعتباطي بل للتزاوج وممارسة الجنس اي المقارنة ؟
والتكاثر ؟
عن طريق المقارنة ؟
لذا جعل المقارنة تمتاز بالمتعة الحسية كي يقبل الاثنين عليها والا لن يكون هناك اي تكاثر ؟
اذا المقارنة كانت مسالة مسلم بها
الخجل ولد عندما احس كل من ادم وحواء انهم عري ؟
العري موجود في الحيوانات التي خلقها الله مع ادم وحواء .
واعضائهم التناسلية مكشوفة ؟
ولم تكن عورات كما اطلق عليها فيما بعد ؟
لان لو كان العضو التناسلي الانثوي او الذكري عورة كان الله خلق للحيوانات وسيلة لاخفاء عوراتهم؟
وبذا تكون هذه الاعضاء سببا يبعث على الخجل ؟
هذه مجرد ترهات غير منطقية من المفسرين والمتفلسفين ؟
اذا الخطيئة التي تسببت في غضب الرب من ادم وحواء لم تكن بسبب مزاولة المقارنة مع بعض ؟
لان خلقهما الواحد مكملا الاخر و لهذه الغاية؟
اذا مالسبب الرئيس ؟
السبب الرئيس ان الافعى اغوت حواء بممارسة الجنس مع الملاك بعيدا عن ادم ؟
وفعلت الافعى الفعل نفسه مع ادم ؟
التفاحة فسرت انها من شجرة معرفة الخير والشر ؟
وفعلا الفعل الجنسي هو من شجرة الخير والشر ؟
حاول ان تقص التفاحة عرضيا ستراها تشبه عجيزة المراة وفيها فتحة المهبل طبق الاصل وفتحة المبعر اي بمعنى ان الله اراد ان يبرهن للرجل ان كلاهما لايمكن ان يكون مخلصا مع الاخر في علاقة دائمة ولابد ان احدهما يريد التغيير هذا ليس برهان ان الله اوصى او اراد هذا بل الذي اخترع اسطورة ادم وحواء اراد من خلال قصة الاسطورة ان يؤكد حقيقة مطلقة ان المراة لن تكون مخلصة لزوجها وقد تغير مزاجها وتضاجع اكثر من رجل في حياتها وانها في سبيل متعتها الجنسية وشبقها رفضت وصية الله ان لاتاكلي من شجرة التفاح فكانها تقول للرب اذهب انت وفردوسك الى الجحيم وانا عندي فردوسي الاطيب والالذ وهو الجنس اي المقارنة فرضت ان تنزل الى الارض لتتعب كي تاكل بدل ان تبقى في الفردوس وتتمتع به اي انها فضلت متعة الجنس على متعة الفردوس ... هذه زبدة الحكاية لاغير ؟
كيف ؟
اعطانا الله هذه القصة دليل على ان الفعل الجنسي لن ينحصر بين اثنين بالتزاوج ؟
بل هو مطلق بين كل انثى وذكر كما هو الحال في الحيوانات ؟
ماعدا اثنين مرتبطين بعقد زواج
اتعرفون الى غاية القرنين الذين تليا انتشار المسيحية كانت العلاقات الجنسية منتشرة بين افراد العائلة الواحدة ؟
الا ان المشرعين ارادوا ان يحدثوا ثمة علاقة رحم بين افراد المجتمع الواحد باعتقادهم ان هذه العلاقة قد تحد من الخلافات الناشبة بينهم
ويعتقد ان هذه العلاقات كان يتوالد منها نفس الاشخاص حتى بذاكرتهم واشكالهم ...هنا تفسر عمليتي الموت والحاة ؟ اي لاتوجد ابدا قيامة للاموات لان الاموات يولدون قبل ان يموتوا كما هي الحال في الخلايا
الا ان تحريم التزاوج والعلاقة الجنسية بين افراد العائلة الواحدة انجبت اجيالا مختلفة وقتلت جينة الذكريات في الوليد الجديد بسبب دخول ذاكرة غريبة وبعيدة عن العائلة مما شوش الذاكرة ودمر نقاوتها ؟؟؟
وعملية الخيانة الزوجية والتي ينجم عنها ولادة سفاحين هي العلاقة المحرمة ... وسببها المراة ؟
لان المراة هي الناسخ والمنسوخ
النعجة دولي تم استنساخها .. شبيهة بنفسها ..والمراة الله جعل منها جهاز استنساخ
ومهما فعلنا لحصر هذه العملية وتحت اي قانون قسري لن يستطيع هذا القانون ان يخضع الذكر والانثى للتعايش الى امد طويل دون ان يقع هناك تفاضل بين الزوج والزوجة على ممارسة الجنس مع الاخرين مهما كانت قوة القوانين التي تحكم بذلك لان الله سبحانه وتعالى عجز عن اخضاع ادم وحواء بكمل مايملك من جبروت للاخلاص لادم ؟
ناتي الى دور المراة في حياتنا وتكويننا بايولوجيا ؟
المراة هي الاصل ؟
هي الارض التي تنبت فيها الثمرة ؟
الزارع لايستطيع ان يدعي انه زرع هذه الشجرة فاثمرت ؟
الارض لاتحتاج الى اثبات ان هذه الثمرة هي منها واليها ؟
المراة تشير بكل الدلائل القاطعة ان فلان او فلانة هما ابنها وبنتها؟
الرجل لايستطيع باقوى القرائن ان يثبت ان هذا ابنه او تلك ابنته ؟
اذا المراة الاصل ؟
في الصلاة الربانية ؟
نصلي 53 مرة السلام لك يامريم ؟
سبعة مرات ابانا الذي ؟
معترفين عن يقين او عن فطرة احقية الانثى بنا لانها الاصل فينا ومنها ؟
اما الرجل صح انه موجود او غير موجود في الابن او البنت كيت وكات
لكن لايوجد دليل واحد على صلته تلك ؟
هذا كان في الماضي ؟
اما اليوم هناك فحوصات تؤكد ان للرجل صلة ب ...؟
مع هذا المراة تحدد وبشكل قطعي ان الرجل الفلاني لاصلة له بعالمنا فقط صلته بالمتعة التي تمنحه اياها ؟اي رغم الفحوصات ؟
تريد ان تنجب مني او من غيري تلك تقع تحت طائلة مزاجها ولاتخضع لاي قانون خارج ارادة المراة ؟
ارجو عدم الاستغراق في تفكير عميق قد تخنق على اثره ؟
فكر بهدوء واستنتج ؟

نوئيل عيسى
3/6/2008

هل تعلم ؟

لماذا إختار يسوع إثنى عشر تلميذاً؟!

أولاً: "وَأَمَّا أَسْمَاءُ الاثْنَيْ عَشَرَ رَسُولاً فَهِيَ هذِهِ: اَلأَوَّلُ سِمْعَانُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ بُطْرُسُ، وَأَنْدَرَاوُسُ أَخُوهُ. يَعْقُوبُ بْنُ زَبْدِي، وَيُوحَنَّا أَخُوهُ. فِيلُبُّسُ، وَبَرْثُولَمَاوُسُ. تُومَا، وَمَتَّى الْعَشَّارُ. يَعْقُوبُ بْنُ حَلْفَى، وَلَبَّاوُسُ الْمُلَقَّبُ تَدَّاوُسَ (يهوذا). سِمْعَانُ الْقَانَوِيُّ، وَيَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيُّ الَّذِي أَسْلَمَهُ. (إنجيل متى 10: 2-4). وبعد خيانة يهوذا الإسخريوطي، تم إحلال متياس الرسول محله، حسبما ذُكِرَ في (سفر أعمال الرسل 1: 26).

أما حول موضوع اختيار العدد 12، فهناك العديد من الآراء في هذا الأمر.. فيوجد رأي يقول أنه هذا مثال للأربع زوايا الأرض (شمال – جنوب – شرق – غرب) مضروباً في 3 (رمز الثالوث الأقدس)، أي 4×3=12

ويخبرنا علم النفس أن هذا الرقم هو رقم جيد، وقد وجد هؤلاء الذين يقودون جماعات أن رقم 12 هو عدد جيد لفصول مدارس الأحد ودراسات الكتاب المقدس، وهو عدد كافي لتوفير آراء مختلفة ومتنوعة، وفي نفس الوقت صغير ليتم التعارف الجيد بين بعضهم البعض..

أما الرأي الغالب فهو أن رقم 12 هو رقم الكمال في التقسيم الحكومي..

- في العهد القديم نجد شعب إسرائيل مقسماً إلى 12 سبط، بهم 12 رئيس.

- و الإثنى عشر تلميذاً سيصبحون نواة لإسرائيل العهد الجديد: 12 كرسي في الدينونة (مت28:19) – 12 بوابة من أحجار كريمة – إثني عشر ثمرة في أورشليم الجديدة (رؤ12:21؛ 2:22).

- ونظراً لدراية التلاميذ بأهمية هذا الأمر، سارعوا بإحلال يهوذا الخائن بتلميذ آخر.

ومن الجدير بالذكر أن الإثنى عشر كانوا يكملون بعضهم البعض:

- كلهم عدا واحد قابلوا السيد المسيح في العلية (مع ملاحظة أن توما كان هو الغائب).

- كلهم حل عليهم الروح القدس يوم الخمسين وقاموا بعمل آيات وعجائب.

- في وقت قتل إسطفانوس، بقي التلاميذ في أورشليم، في حين أن باقي المؤمنون تفرّقوا..

- تشاوروا معاً حول قبول شاول الطرسوسي (بولس الرسول) معهم.

- أسّسوا أول مجمع كنسي مع آباء الكنيسة الأول.

وقد قال السيد المسيح لرسله الاثنى عشر: "متى جلس ابن الانسان على كرسي مجده، تجلسون أنتم أيضاً على اثنى عشر كرسياً، تدينون أسباط إسرائيل اثنى عشر" (مت28:19).

فمن الواضح أن السيد المسيح قد اختار تلاميذه بنفس عدد اسباط اسرائيل أو أبناء يعقوب الاثنى عشر. فمن الإثنى عشر سبطاً تكونت كنيسة العهد القديم في إطار محدود، وبالإثنى عشر رسولاً تكونت كنيسة العهد الجديد في المسكونة كلها.

وهناك العديد من النقاط الأخرى في هذا الأمر:

أولاً: من الملاحظ أن السنة تتكون من إثنى عشر شهراً، أي أن الزمان يكمل بالنسبة للأرض بالإثنى عشر شهراً. مثل قول الرب لإبراهيم حينما ظهر له عند بلوطات ممرا: "إني أرجع إليك نحو زمان الحياة، ويكون لسارة امرأتك ابن" (تك10:18). والمقصود هنا أنها سوف يكون لها ابن في نفس الموعد من العام التالي.

وفي العام الواحد أي في إثنى عشر شهراً تكمل الأرض دورة كاملة حول الشمس. تكمل كل فصول السنة بكل ما فيها من متغيرات. وكمال العام بإثنى عشر شهرا يرمز إلى كمال الزمان مثلما قال السيد المسيح: "قد كمل الزمان، واقترب ملكوت الله. فتوبوا وآمنوا بالإنجيل" (مر15:1). حقاً، لقد أشرق شمس البر -ربنا يسوع المسيح- في ملء الزمان، حسب وعد الرب: "ولكم أيها المتقون اسمي تشرق شمس البر، والشفاء في أجنحتها" (ملا2:4). لا توجد شمس لها أجنحة سوى ربنا يسوع المسيح، الذي بسط على خشبة الصليب يديه الممدودتنين لاحتضان كل التائبين.

ثانياً: نلاحظ أيضاً أن النهار يتكون من اثنتى عشرة ساعة، كما قال السيد المسيح: "أليست ساعات النهار اثنتى عشرة، إن كان أحد يمشي في النهار لا يعثر، لأنه ينظر نور هذا العالم، ولكن إن كان أحد يمشي في الليل يعثر لأن النور ليس فيه" (يو10،9:11). إن السيد المسيح هو نور العالم.. والبشارة بالإنجيل هي نور العالم، ولهذا فقد حمل الاثنا عشر تلميذا هذا النور، ونشروه في المسكونة لإنارتها..

كانوا اثنى عشر ليحملوا أنوار ساعات النهار الإثنى عشر. وكل منهم كانت ترمز إليه ساعة من ساعات النهار. كقول الرب عن يوحنا المعمدان: "كان هو السراج الموقد المُنير، وأنت أردتم أن تبتهجوا بنوره ساعة" (يو35:5).

وهكذا يكون رقم 12 هو إشارة إلى عمل الثالوث القدوس في خلاص البشرية، في أرجاء المسكونة من مشارق الشمس إلى مغاربها ومن الشمال إلى الجنوب.

لهذا قال السيد المسيح لتلاميذه: "اذهبوا إلى العالم أجمع، واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها" (مر15:16)؛ "وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس، وعلموهم أن يحفظوا كل ما أصيتكم به" (مت20،19:28). وبالفعل قيل عن الآباء الرسل: "في كل الأرض خرج منطقهم، وإلى أقصى المسكونة بلغت أقوالهم" (مز4:19).

ومن تاريخ الشعب القديم عند خروج بني إسرائيل من أرض مصر، وفي بداية ارتحالهم في برية سيناء، بعد عبورهم البحر الأحمر، أنهم "جاءوا إلى إيليم وهناك اثنتا عشرة عين ماء وسبعين نخلة" (خر27:15)، وفي هذا إشارة واضحة إلى التلاميذ الاثنى عشر والرسل السبعين الذي عيَّنهم السيد المسيح نفسه.

رابعا: في حديث السيد المسيح عن جيوش الملائكة قال لبطرس: "أتظن أني لا أستطيع أن أطلب إلى أبي فيقدم لي أكثر من اثنى عشر جيشاً من الملائكة؟" (مت53:26).

خامساً: وفي سفر الرؤيا رأي القديس يوحنا اللاهوتي حول العرش في السماء أربعة وعشرين قسيساً في أيديهم مجامر وقيثارات، ويرفعون بخوراً أمام الله هو صلوات القديسين (رؤ8:5). والملاحظ هنا أن رقم 24 هو ضعف رقم 12 لأن النهار على الأرض اثنتا عشر ساعة، أما في السماء فليس هناك نهار وليل، بل نهار دائم يرمز إليه رقم 24 (رؤ25:21).

سادسا: المئة وأربعة وأربعون ألفاً 144000 البتوليون غير الدنسين (رؤ4،3:14)، الذين ظهروا في المشهد السماوي يتبعون الحمل (المسيح) أينما ذهب، هؤلاء هو 12×12=144 مضاعفة ألف مرة. فهؤلاء عاشوا حياة منيرة غير دنسة (12 ساعة في نور النهار)، وما فيها من نور هو بحسب الإيمان الرسولي (×12 رسول)، ويصعب حصر عددهم لكثرتهم (ألوف). ولعل هذا يذكرنا بتوبة أهل نينوى الذين قال عنهم الله: أنهم إثنتا عشرة ربوة من الناس أي مائة وعشرون ألفاً. وهو رقم 12×1000×10، ويرمزون إلى الذين يحبون حياة النور بالتوبة في أفواج يصعب حصرها (عشرات ألوف).

وهنا يتبادر إلى الذهن السؤال التالي:

هل دبَّر الله أن يكون النهار اثنتى عشرة ساعة، والسنة اثنى عشر شهراً، لكي يختار اثنى عشر تلميذاً؟ أم اختار 12 تلميذ لأن النهار 12 ساعة، والسنة 12 شهر؟!

وللإجابة على ذلك نقول: إن المعنى الأساسي للرقم 12 هو الإشارة إلى الثالوث القدوس، وفي عمله من أجل خلاص البشرية في أربعة أرجاء المسكونة. وعلى هذا الأساس يأتي ترتيب باقي الأمور.

حقاً يا رب، ما أعجب تدابيرك! كلها بحكمة صنعت، وما أبعد أحكامك عن الفحص وطرقك عن الاستقصاء..! وإننا فقط نقف لنتأمل ونتفهم ونتعجب ويبقى أمامنا الكثير لنعرفه عنك يا إلهنا القدوس.