ماذا يعني إفتتاح كنائس في كل دول ألخليج ألمسلمة؟(ألجزءالأول)

ماذا يعني افتتاح كنائس في كل دول الخليج المسلمة؟

<table cellSpacing=0 cellPadding=0 align=left border=0><tr><td> </TD></TR>
<tr><td class=imageCaption width=230>كنيسة سيدة وردية في قطر أحدث كنيسة في الخليج</TD></TR></TABLE>بافتتاح أول كنيسة كاثوليكية - من أصل خمسة سيجري بناؤها للطوائف المسيحية المختلفة - في قطر يوم 14 مارس الجاري، كي تخدم 100 ألف مسيحي من الكاثوليك بحكم وجود نصف مليون وافد مسيحي هناك، وذلك بتوصية من علماء يمثلون الديانات الثلاث شاركوا في المؤتمرات الخمسة لحوار الأديان التي استضافتها الدوحة على مدار السنوات الماضية، تكون خمسة من دول الخليج الستة - أي باستثناء السعودية - قد جرى افتتاح كنائس مختلفة بها. ولم يتبق سوى السعودية التي يطالب، بل يضغط الفاتيكان بقوة، خصوصا مع اقتراب مؤتمر حوار الأديان في الفاتيكان، لفتح كنائس بها كمقابل لفتح مساجد في روما أو أوروبا.

ومع أن الكنيسة القطرية الأولى التي افتتحت في قطر أقيمت من دون صلبان أو أجراس، وقال المسئولون عنها إنها لن تقوم بأي عمل تنصيري، وستقتصر مهمتها على أداء الصلوات فقط، فقد فتح بناؤها جدالا كبيرا في قطر والخليج من زاوية التساؤل حول جدوى وشرعية بناء كنائس في بلدان إسلامية 100%، ودور هذه الكنائس في التنصير، والصلة بين بناء المزيد من الكنائس في الخليج والتواجد الغربي المكثف هناك، وأخيرا هل يمكن أن يأتي الدور على السعودية؟

ومن المهم أن نشير هنا لثلاثة أمور هامة تتصل بقضية بناء وتشييد هذه الكنيسة الأخيرة أو تترتب عليها:

(الأول) أن بقاء السعودية وحدها في دول الخليج من دون كنائس وفتح كنائس في كل دول الخليج كلها سوف يشكل عنصر ضغط جديد على السعودية من قبل الدول الأوروبية وأمريكا والفاتيكان، خصوصا أن الكنائس الغربية تشن بالفعل حملة على السعودية منذ فترة، وبلغ الأمر حد اختلاق مزاعم عن منع المسيحيين بالسعودية (أغلبهم عمالة أجنبية وآسيوية) من الصلاة في حجرات مخصصة في منازلهم أو مداهمتها بحجة تحويلها لكنائس وقيامهم بالتبشير، فضلا عن نشر أخبار على مواقع مسيحية (موقع "ملتقى مسيحيي الخليج") تزعم قيام الحكومة السعودية بهدم آثار مسيحية في المملكة، منها مزاعم عن "آثار كنيسة بمنطقة الجبيل"، ولم يؤكدوا هل هي كنيسة أم كانت منزلا لأحد الرهبان، مؤكدين وجود الصلبان على الأعمدة ما يعتبر دليلا على أنها كانت كنيسة.

ومقابل هذا الجدال هناك فتوى سعودية للجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء السعودية (أعلى مرجعية فقهية) تحرم إقامة دور عبادة لغير المسلمين في شبه الجزيرة العربية، استنادا إلى الحديث النبوي: "لا يجتمع دينان في جزيرة العرب".

(الثاني): أن بناء هذه الكنيسة في قطر - لتكتمل منظومة بناء الكنائس في كل دول الخليج ما عدا السعودية - تزامن مع حملة فاتيكانية يقودها الكاردينال جون لويس (لوي) توران رئيس المجلس البابوي للحوار بين الديانات في الفاتيكان، والذي بدأ يطلق تصريحات عدائية ويحرض ضد السعودية ويقول صراحة إنه ينبغي بناء كنائس في الرياض، ويتحدث عن مبدأ التبادلية في بناء المساجد في عواصم الدول الأوروبية - خصوصا روما - مع السعودية.

و(الثالث): أنه لا يمكن إنكار أنه بفضل هذه الكنائس التي بنيت في الخليج - خصوصا كنائس الكويت والإمارات - دخل إلى المسيحية الكثير من الشباب الخليجي الذي افتقر للوازع الديني أو بسبب غياب الرقابة أو وقع تحت إغراء الارتباط بأجنبيات، وذلك بفضل المبشرين، حتى بلغ الأمر حد إنشاء ملتقى خاص على الإنترنت قيل إنه ( ملتقى مسيحيي الخليج) http://www.gch1.net.

الكنائس الخليجية

تؤكد الدراسات التاريخية أنه كان هناك بعض الوجود المسيحي في منطقة الخليج (الجزيرة العربية) في القرن الرابع الميلادي، بيد أن هذا الوجود بدأ يختفي مع ظهور الإسلام في القرن السابع الميلادي، وأن الوجود المسيحي عاد للخليج مع الاحتلال البريطاني وانتشار المدارس الدينية المسيحية، وتعزز أكثر مع التدخل الأمريكي والأوروبي في منطقة الخليج، خصوصا عقب حرب الخليج الأولي عام 1991.

وبدأ بناء الكنائس في البحرين ثم امتد للكويت والإمارات وسلطنة عمان وأخيرا قطر، وواكب هذا بدء ظهور ظاهرة "المسيحيين الخليجيين" - باعتبار أن نسبة المسلمين في الجزيرة العربية 100% تقريبا - وغالبيتهم من العراقيين أو اللبنانيين الذين هاجروا للخليج مع شركات النفط الأجنبية منذ عشرات السنين.

30 كنيسة في البحرين

وتعتبر "الكنيسة الإنجيلية الوطنية" هي أقدم كنيسة تبنى في الخليج في البحرين، إذ أسست في عام 1906 إبان الاحتلال البريطاني على أيدي مبشرين إنجيليين أمريكيين، واحتفلت مؤخرا بمرور 100 عام على افتتاحها. ومنذ ذلك التاريخ بني في البحرين كنائس أخرى للكاثوليك والأرثوذكس، حتى بلغ العدد قرابة 16 كنيسة عام 2006، ويتردد أنها 30 حاليا مسجلة رسميا للجاليات من وزارة التنمية الاجتماعية، لكنها لا تملك مباني، بينها الكنيسة القبطية، ويقوم أتباع هذه الكنائس بممارسة شعائرهم في كنائس الطوائف الأخرى.

وتقول دراسات معدة عام 2006 إن عدد الجالية المسيحية البحرينية بلغ قرابة 400 شخص يتوزعون على 80 عائلة بحرينية، وتقدرهم بـ 1% من السكان، بيد أن مصادر كنسية كاثوليكية تزعم أن عددهم بلغ 1000 مسيحي بحريني.

ويقول رئيس جمعية تاريخ وآثار البحرين د. عيسى أمين إن غالبية من مسيحيي البحرين وفدوا من العراق مع شركات النفط التي بدأت في التنقيب عن البترول في عشرينيات القرن الماضي، هذا غير المسيحيين الوافدين المنتمين إلى جنسيات عديدة أبرزها الفلبين والهند، إضافة لأعداد متفرقة لعرب مسيحيين من مصر ولبنان والأردن وسوريا.

وقد جرى تمثيل اليهود والمسيحيين في أول مجلس بلدي أنشئ في البحرين في العام 1920 جنبا إلى جنب مع ممثلين عن المواطنين البحرينيين من السنة والشيعة وممثلين عن المسلمين الهنود والهندوس أيضا، إذ كان التمثيل في المجلس البلدي يتم على أساس طائفي، وبدأت مؤخرا تظهر دعوات من قبل هذه الأقلية المسيحية بعد تعدد بناء الكنائس للمطالبة بتوسيع حجم تمثيل الجالية المسيحية في مواقع صنع القرار، حيث يقتصر حاليا على تعيين النائبة "أليس سمعان" بمجلس الشورى منذ التسعينيات، فضلا عن طلب اعتبار أيام أعيادهم إجازة رسمية والاهتمام الإعلامي بهم.

10 كنائس كويتية وتبشير

وتؤكد مصادر كنسية أن عدد الكنائس في الكويت يبلغ حاليا 10 كنائس تقريبا، يضمها مجمع كنائس في قلب العاصمة تم ترميمه مؤخرا، وأن هناك حوالي مئتي كويتي مسيحي، غالبيتهم من أصول عراقية وفلسطينية، من بين مليون كويتي تقريبا هم تعداد السكان، غير قرابة 400 ألف مسيحي من الوافدين العاملين في الكويت، وهم بشكل أساسي عمالة أجنبية قادمة من الهند والفيليبين ومصر ولبنان.

وهناك مصادر كويتية أخرى تتحدث عن حوالي 140 كويتيا مسيحي فقط، أبرزهم "عمانويل غريب" الذي يعد أول قس يحمل جنسية خليجية (كويتي)، وهو من أصول أرمينية، بالإضافة إلى حوالي 300 ألف وافد من مختلف الجنسيات، أغلبهم آسيويون.

وتقول مصادر غربية إن مسيحيي الكويت (مواطنين وعمالة أجنبية) تقدموا بطلبات لبناء كنائس أخرى بدعوى ضيق مساحة كنائسهم مقارنة بالأعداد المتزايدة للمسيحيين، ما يجبرهم على استئجار منازل لممارسة شعائرهم فيها، وأنه لهذا قررت الحكومة الكويتية قبل ثلاث سنوات تخصيص قطعتي أرض كبيرتين لبناء كنائس جديدة، إلا أن بعض النواب الإسلاميين وأعضاء في المجلس البلدي يعرقلون هذا المشروع.

وسبق أن ظهرت في سبتمبر 2006 مشكلات خاصة بمحاولة بعض المسيحيين تحويل مدرسة في منطقة (خيطان) غرب العاصمة الكويت إلى كنيسة، خصوصا بعد ما تردد أن هناك قرارا لمجلس الوزراء الكويتي بذلك، ونشبت أزمة سياسية بين الحكومة ومجلس الأمة بسبب رفض نوابه إضافة إلى أهالي المنطقة للقرار الذي تم بموجبه تحويل "مدرسة أم علاء الأنصارية للبنات" إلى كنيسة مرقصية.

وعلى حين طالب مسيحيو البحرين بتوسيع مشاركتهم السياسية، دعا مسيحيو الكويت - على لسان راعي الكنيسة الإنجيلية القس عمانوئيل بنيامين غريب - بحرية التبشير "غير العلني"، إذ أكد في حوار في برنامج "نقطة نظام" مع قناة (العربية) يوم 3–12–2004 أنه "يتعين على كل مسيحي مؤمن أن يبشر بالمسيحية بطرق مختلفة، امتثالا لما ورد في الإنجيل المقدس"، وطالب بالحرية في هذا الأمر "شرط أن تكون مقيدة وتحترم خصوصيات المنطقة"، مثل "منع التبشير في العلن"، نافيا قيام كنيسته بدور تبشيري، لكنه أوضح في الوقت ذاته أنه لا يرد من يأتيه "ليتعرف على المسيحية"، ولا يطلب منه التنصر.

وقال القس الكويتي إنهم لا يشعرون بأي خطر من جانب التيار الإسلامي، ولم يلمسوا أي تهديد منه، ونفى أن يكون التيار الإسلامي النافذ في البلد قد أثر على فرص توظيف المسيحيين في هذا البلد. وأنه لا يشعر بأي نوع من التفرقة في الكويت.