هشام طلعت قاتل سوزان تميم ينتظر المحاكمة

هشام طلعت: حزين في السجن لتخلي الحزب الحاكم عنه وينفي تورطه رغم اعتراف السكري بالاتفاق بينهما







(6/9/2008)

العرب اليوم

تسلمت محكمة استئناف القاهرة ملف قضية مقتل الفنانة اللبنانية سوزان تميم, المتهم فيها محسن السكري, ضابط سابق, وهشام طلعت مصطفى, تمهيداً لتحديد جلسة لبدء محاكمتهما أمام محكمة جنايات القاهرة, وقالت مصادر إن أولى الجلسات ستكون في تشرين الاول المقبل كما ذكرت صحيفة المصري اليوم المصرية.

قال مصدر قضائي إنه سيتم تحديد دائرة الجنايات طبقاً لمكان ضبط المتهم, وليس كما تردد أنها ستحدد في دائرة عابدين, مشيراً أن المتهم الأول تم ضبطه في دائرة قصر النيل.

كان المتهمان قد تسلما صورة رسمية من أمر الإحالة, كما كلف المستشار عبدالمجيد محمود, النائب العام, النيابة بالتوجه إلى لبنان لسماع أقوال عبدالستار تميم والد المطربة وشقيقتها.

وقال المتهم محسن السكري في التحقيقات إن واقعة تحريض هشام له على قتل المطربة تم الاتفاق عليها داخل أحد مشروعاته الخاصة في مدينة شرم الشيخ, مقابل مليون دولار, وأنه سافر لتنفيذها لكنه لم ينفذها.

وردد السكري أسماء شخصيات شهيرة, قال إنها على علاقة بالقضية, وأجمعت على قتل سوزان من بينهم أحد الشيوخ في الإمارات, وآخر بالسعودية لكنه لم يحدد طبيعة اشتراكهم في الجريمة.

فيما نفي هشام مصطفى الاتهامات, وقال في التحقيقات: »من غير المعقول أن أدفع هذا المبلغ«, وعندما استمع إلى التسجيلات, قال: هناك تشابه في الصوت«.

وأكدت مصادر من داخل مزرعة سجن طره أن هشام يمر بحالة نفسية سيئة داخل محبسه في طره, وبررت الحالة بما تردد عن تخلي قيادات الحزب الوطني عنه, خصوصاً الدكتور علي الدين هلال, الذي قال في أحد البرامج: »هشام ليس قيادة في الحزب, وإنما هو عضو في المجلس الأعلى للسياسات الذي يضم (170) عضواً«.

وقالت المصادر إن هشام قضى يومه الأول في السجن رافضاً الحديث مع أحد, باستثناء رجل الأعمال حسام أبوالفتوح, النزيل بالسجن نفسه, كما اهتم بقراءة ما ينشر عن القضية في الصحف.



المحكمة في الشهر المقبل

واصل المكتب الفني للنائب العام المصري أعماله في تجميع ونسخ أوراق القضية المتهم فيها عضو مجلس الشورى ورجل الاعمال هشام طلعت مصطفى والضابط السابق محسن السكري في قضية مقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم التي لقيت مصرعها في آواخر تموز الماضي بأحد الابراج بامارة دبي تمهيداً لإرسال ملف القضية الى محكمة استئناف القاهرة لتحديد دائرة لمحاكمة المتهمين.

كانت التحقيقات التي أشرف عليها المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام والتي تمت بمعرفة المستشار عادل السعيد مدير المكتب الفني قد شهدت مشادات وانكاراً من قبل المتهم الثاني هشام طلعت حول صلته بالمتهم الاول حسب ما ورد في جريدة الوفد المصري وبعض الصحف الصادرة بالقاهرة.

كشفت أوراق التحقيق ان هشام اتصل فور مقتل المجني عليها على يد الضابط بوالدها وأبلغه تعازيه وعرض عليه المساعدة في أي وقت يحتاجه وذلك من خلال تسجيل هاتفي.

كما ثبت من تفريغ التسجيلات بين الضابط ورجل الاعمال ان هناك 5 مكالمات قام الضابط بتسجيلها له حول قرب تنفيذ الجريمة وأربع طرق لتنفيذها وطلب مبالغ مالية منه وأخرى متضمنة وجود أشخاص سوف يعاونون الضابط في قتلها ويحتاجون الى مبالغ مالية.

وعند مواجهة هشام طلعت بتلك التسجيلات أنكر أن تكون له. وقال إن الصوت يشبه صوته.كما واجهت النيابة هشام طلعت بسبع رسائل (SMS) متبادلة على الهواتف المحمولة بينهما عن استعجال تنفيذ عملية القتل وأخرى عن انه يحتاجه في أمر مهم وغيرها تتضمن معلومات عن المجني عليها.

سافر ثلاث مرات

كما كشفت التحقيقات ان السكري سافر خلفها 3 مرات في لندن وفشل في قتلها, المرة الاولى كانت في ايلول من العام الماضي 2007 ثم كانون الثاني ثم آذار 2008 وعندما فشل في دهسها بسيارة أو القائها من الشرفة.. عندها شعرت سوزان تميم ان شيئاً ما سيحدث لها بلغت شرطة لندن ضد هشام طلعت نفسه فقام عن طريق شركته بحجز مكان للضابط في فندق قريب من العقار الذي تقطن فيه.. وطلب منه شراء سلاح أبيض وسلاح ناري حتى يتمكن من إنهاء المهمة في أقرب وقت.

وسافر السكري الى دبي حتى تمت الجريمة. وقامت النيابة بمواجهة هشام بالحوالات النقدية التي أرسلها للمتهم الاول وهي عبارة عن 20 ألف جنيه استرليني دفعة أولى في لندن ثم 150 ألف يورو نقداً ثم 2 مليون دولار.

وقامت النيابة بالاستعلام من شركات الطيران التي سافر عليها الضابط خلال رحلاته لتتبع المجني عليها منذ العام الماضي فتبين انها للشركة القابضة لطلعت مصطفى.

وحينما واجهته النيابة بذلك أكد رجل الاعمال ان مكتبه يقوم بالحجز لاي شخص يحتاج الى ذلك في مكاتب الطيران.

كان ينوي الهروب

وتبين ان المتهم الاول محسن السكري ألقي القبض عليه أثناء وجوده على باخرة »بلو نايل« بالزمالك واعترف باعتزامه الهروب للخارج خلال ساعات من عودته الى مصر.

كما تمت مواجهة السكري بملابسه وبالسلاح الابيض الذي قتل به المجني عليها.. لكنه أنكر فقامت النيابة بمواجهته بمحاضر تحرير متعلقاته التي أجرتها شرطة دبي فور وقوع الحادث حيث تبين ان الضابط سقط وتم الكشف عن شخصيته بالعديد من الادلة كان أولها التقاط كاميرات البرج الذي كانت تقطن فيه المطربة بدبي صورته كأي شخص عادي أثناء دخوله للمبنى بعد حصر ورصد المترددين على البرج بنفس الدور. حيث دخل السكري شقة القتيلة بدعوى تقديم خطاب شكر منسوب صدوره لملاك العقار لها.. ورصدت الكاميرات خروجه بعد عدة دقائق من شقتها بشورت.. مما استرعى انتباه القائمين على الكاميرات ثم رصده في الفندق وصعوده محل اقامته في الفندق وتغييره ملابسه أيضاً. وتركه الحذاء والسكين المستخدم في الحادث وماركات ملابسه.

وأنكر هشام طلعت صلته بالمتهم الاول وأكد انه مجرد شخص كان يعمل لديه حضر اليه بعد استقالته من وزارة الداخلية عام 2001 وعمل معه في فندق »فور سيزون« بشرم الشيخ ثم تركه وسافر للعراق. وعاد ليعمل لديه مرة أخرى إلا أن المواجهات بين الجانبين أسقطتهما في قبضة العدالة.