حكاية أغنية باب ألجار للشاعر كريم ألعراقي

حكاية أغنية باب الجار ..... حيث سأنقلها كما كتبها كريم بنفسة..

بــاب الــجـار

من جحيم الغربة وصلتني رسالتهم .. كرة من سعير تكوي القلب و العيون ..
اخيراً وصلتني رسالتهم .. كنت لا أعرف باي بلاد هم ... كيف يعيشون ... وفي دائرة
البريد في الصالحية .. تركت باب صندوقي مفتوحاً من شدة ارتباكي .. لم اصبر حتى
وصولي إلى شقتي وفي الطريق فتحت المظروف باصابع راعشة واختلطت السطور
بدموعي يصفون لي الأيام التي كالألغام .. يحاصرهم الأسى فيستنجدون بغائبهم الذي
تركوه في بغداد عليلا محطماً .. لقد ضعنا بدونك .. إننا نفتقـدك كثيراً .. لكننا نقاوم
قسوة الزمان بما زودتنا من صبر .. أن أملنا بلقائك هو الذي يمدنا بالقوة وعدم اليأس ..
ووصلت إلى شقتي أدير المفتاح في أكرة الباب لكنه لا يفتح واحاول وأحاول دون جدوى ...
:إلى أن ربت على كتفي جاري مبتسماً وبلا شك أنه قد فهم وضعي المرتبك
- جاري العزيز إنها شقتي لا شقتك .. ما الذي اتى بك للدور الثاني ..؟
- آســــف .. وما كانت كلمة آسف كانت حشرجة لاهبة مريرة.
- أي مـساعدة .. أي طلب أنا مثل أخيك فالجار أخ .. لا أراك الله مكروهاً فانت طيب
- شــكـراً .. وكانت " الـشـكراً " مبـحـوحة مجـروحة مفجـوعة.
نعم لـقـد أخطأت شقتي وبابي ورحت أصارع باب الجار ... كان أول شيئ فعلته
إنني إرتميت على الاريكة التي كانوا يشاركونني الجلوس عليها ... واستحضرت صورهم
وابلـغـتهم زعلي ووحشتي وغربتي في داري
كتبت وأنا أعـب كؤوس الماء الكأس تلو الآخـــر...
ولا تبرد نيران كبدي ...

دقيت باب الجار .. كل ظنتي بابـي
ذاكرتي صارت عدم .. من فرقة احبابي
- يا جاري هذا العشق .. يحرق ولا يحترق
تركوني وحدي ومشوا ما حاسب إحسابي
الليل ما ينتهي والآه مـسـمـوعــة
والناس عني إلتهوا كلٍ بـمـوضـوعـة
أهلي عليّ بعاد .. سـاعـدني يا جـاري
حزني يبكي بلاد .. خفف عليّ نـاري
- يا جاري هذا العشق
يحرق ولا يحترق .. تركوني وحدي ومشوا ما حاسب حسابي
يا دار ما أسكنك إلا تجي أحـبـابـك
تـحـرم علي شوفتك ويحرم علي بابك
- يا جاري هذا العشق
يحرق ولا يحترق .. تركوني وحدي ومشوا ما حاسب حسابي

واتـخـذت قراري فعلاً، ببيع الدار – الشقة – لأن استمراري مع ذكرياتهم ..
وحاجاتهم وصورهم .. وأنفاسـهم سوف يـدمـرني فكل حيز طبعوا عليه ذكرى بل صوتاً
وعطراً وحكاية نعم سأهجر الدار سأنفذ وعدي ( يا دار ما أسكنك إلا تجي أحبابك )
تحرم علي شوفتك ويحرم علي بابك
ورن جرس الهاتف وإذا كاظم الساهر من الطائرة في أمريكا متنقلاً من ولاية لأخرى ..
وكأنه يقرأ الطالع..
- كـريم عندي شعور إنـك انجزت نصاً جميلاُ
وسردت لي حكايتي والحقتها بالكـلمات فأحـسـسـت مدى تأثره وهو يكتب الكلمات

قائلاً: ... أبدعتت .. ربي يعطيك الصبر.

وإنتهت المكالمة وخرجت فوراً الى مكتب بيع الشقق واعلنت عن بيع شقتي ...
وفي المســـاء أعاد كاظم الإتصال مطمئناً على حالي ثم أدهشني وهو يسمعني لحن
أغـنـيـة ... بـاب الـجـــار
.- أبدعـت يا كـاظـم

.- صدقني لحنتها فوراً وأنا بالطائــرة

كـــريـم الـــعـراقي