راتب وزير عراقي ضرب من الخيال

275 وزير عراقي بدون وزارة و براتب 27,900,000 مليون دينار لقاء الحضور في قصر المؤتمرات لبضعة أيام في الشهر!!!

كتابات - سحر الكرادي

عضو مجلس النواب ، أي ممثل الشعب الذي وصل إلى قبة البرلمان عن طريق قائمة مغلقة وعن طريق الأحزاب والكيانات السياسية والبعض الآخر عن طريق الأحزاب والتجمعات الدينية وعن طريق العلاقات الشخصية بصرف النظر عن التحصيل العلمي والكفاءة والخبرة ... توصل جميع العراقيين إلى قناعة تامة بأنهم لم يمثلونهم مطلقا ولا احد يعرفهم من أبناء الشعب إلا العدد القليل القليل منهم من لديه تاريخ نضالي مشرف ومن لديه ولاء وطني وليس الذين دخلوا إلى العراق بأجندات سياسية ، لبلدان مجاورة والذين لديهم تاريخ حافل بتعذيب الأسرى العراقيين في إيران ومن لديه أفكار انفصالية .

عند التحدث مع أي نائب في مجلس النواب العراقي أو التوجه إليه بالسؤال نتلقى منه نفس الإجابة ألا وهو ( نحن بدرجة وزير ونتقاضى ما يتقاضاه الوزير ووو...) بدون أي عمل يذكر ، لقاء حضوره لأيام معدودة في الشهر ، أي بمعنى أسوة بالوزير بالراتب والامتيازات وجواز السفر الدبلوماسي والحقوق الذي يتمتع به في الوقت الحاضر والذي سيتمتع به مدى الحياة !!! ولكن الذي يتقزز منه السيد النائب ولا يحبه ، هو أداء عمله التشريعي والرقابي الذي على عاتقه فضلا عن انه لا يرغب ، الالتزام بالحضور في جلسات البرلمان .. كما معروف عنه أيضا ، انه يعشق الإجازات والعطل بمناسبة أومن دون مناسبة ، أي بمعنى منصوروجميع أيامه عيد ، ومن هواياته المفضلة ، هو جمع المال يصل إلى درجة الجنون فضلا عن السفر والإيفاد إلى العواصم الأوربية حيث ان البعض منهم لم يقف عند تمثال نصب الحرية ولم يشاهده طيلة حياته إلا من خلال شاشات التلفزيون والبعض الآخر لم يجلس على طاولة الدراسة الجامعية أو لم يعمل في أي مجال وظيفي طيلة حياته قبل العام 2003 ، بعدها فجأة أصبح بدرجة وزارة بالامتيازات فقط وينادونه في أروقة البرلمان .. دكتور!! ... إن هذه الدرجة العلمية تطلق على كل من يصل إلى البرلمان العراقي ، هذا ما وجدناه في العراق الجديد فضلا عن أن الدوام في المجلس عند النائب العراقي في ذروته ، اثنا عشر يوما في الشهر ، ان لم يكن ستة أيام ومقابل ذلك يتقاضى الراتب الأسطوري ..

الكل يعلم ان عضو مجلس النواب العراقي يتقاضى راتبا خياليا لم يكن له مثيل في جميع برلمانات العالم لكنه ، ينفي ذلك ويستهزء بمشاعر العراقيين كأنه بين شعب ، صم وبكم ، لا يسمع ولا يرى !! والكل يعلم أيضا ان ما يقدمه عضو مجلس النواب العراقي لناخبيه هو اقل بكثير من ما يقدمه النائب في أي برلمان في العالم والكل يعلم أيضا ان مجلس النواب الموقر لم يفكر سوى بنفسه وضمان حقوقه في الدنيا ، أما الآخرة لم تعني لديه شيئا ... والكل يعلم ان مجلس النواب الموقر هو الذي افرز سموم المحاصصة السياسية والطائفية وهو السبب في الاقتتال الذي يحصل بين مكونات الشعب العراقي وهو الذي افرز التشكيلة الحالية للحكومة العراقية وقبل ذلك حكومة الجعفري وهو الذي جعل ان يكون صولاغ وزيرا للداخلية وبعدها وزيرا للمالية وهو الذي جعل أن يكون خريج الدراسة الإعدادية وزيرا ، لوزارتين !! وهو الذي جلب لنا الشهادات المزورة وهو الذي جعل ان يكون السيد سامي أحمد الملقب بـ ( سامي شبك ) نائبا لهيئة النزاهة العامة ، خريج السجون والمحكوم عليه بجرائم مخلة بالشرف كالاختلاس والرشوة وسرقة أموال الدولة وهو الذي جعل أن يكون حبيب الصدر مديرا لشبكة الاعلام العراقي وهو الذي جعل أن تكون المفوضية العليا المستقلة للانتخابات ، من مؤسسة مهنية ونزيهة ومستقلة إلى مؤسسة طائفية محاصصاتية تحزبية سياسية قذرة .

نشر جريدة الصباح العراقية قبل مدة من الزمن عن مخصصات ومكافآت أعضاء مجلس النواب العراقي قامت القيامة وترك الأعضاء جدول الأعمال المقررة في تلك الجلسة ولجا إلى توجيه الاتهامات والتهجم للجريدة ومحرريها وبدا التحدث عن المثاليات ، بان راتب العضو لا يكفيه في بعض الأحيان ولهم حمايات ومصاريف وكثير من الكلام المستهلك .

ان تعيين عدد مناسب لكل عضو من أعضاء المجلس كحمايات يساهم في تشغيل عدد كبير من أبناء العوائل العراقية كحمايات وبذلك يقلل من نسبة البطالة هذا من ناحية ومن ناحية أخرى تعتبر عملية مساهمة في مجال تحسين الوضع المعاشي للعوائل فضلا عن انه يساهم نوعا ما إلى استقرار الوضع الأمني في العراق .

قال احد الأعضاء بان كل صحفي أو إعلامي لديه القدرة ان يتحرى بنفسه ويتأكد كم هو راتب العضو , أقول له للأسف الشديد بان الصحفي لايمتلك هذه الصلاحية في العراق الجديد وان منعه من الدخول إلى قصر المؤتمرات أمر سهل للغاية ، لان مجلس النواب الموقر سيطر على قصر المؤتمرات بالكامل واستولى على المركز الصحفي والإعلامي المشترك ، بجميع محتوياته وأجهزة الحاسوب ووسائل الاتصال الحديثة ، الذي وفر له الأمريكي !! والذي كان يستخدمه الصحفي والإعلامي أثناء عمله ، كان يشعر فعلا انه ، هو السلطة الرابعة كما يقولون مسؤولونا على منابرهم الخاصة ... فعلا انه عراق جديد لان كل شيء فيه جديد ، حتى الوجوه الذي لم نراه في السابق ، وجوه جديدة على العراق وعلى العراقيين ووجوه دخيلة ، لنقول ، ان هذه الوجوه الجديدة فرضت علينا رغما عن انو فنا ، لكننا لم نراها ولم تطل علينا إلا لأيام قليلة في الشهر ان لم يكن برلمانهم معطل بالكامل لان إجازاتهم وعطلهم لا تعد ولا تحصى فضلا عن إجازاتهم التشريعية .

تمكنت من معرفة ما يتقاضاه السيد النائب بشكل دقيق عن طريق العدد القليل جدا من النواب الذين طالبوا بتقليل رواتب أعضاء مجلس النواب بعد تأنب وتيقظ الضمير.

أقول باختصار ان راتب العضو لوحده في الوقت الحاضر 12,900,0000 اثنا عشر مليون دينار وتسعمائة ألف دينار ، وصل إلى هذا الرقم بعد إضافة 3,000,000 ثلاث ملايين دينار ، مخصصات استثنائية للوزراء من هم بدرجة وزير اعتبارا من 1 أيلول 2007 ، أي بمعنى ان السيد النائب هو المستفيد في كل الأحيان .

ان لكل عضو ( 30 ) عنصر حماية بواقع( 500 ) ألف دينار لكل عنصر ، أي يكون المجموع لـ ( 30 ) عنصر حماية هو 15,000,000 خمسة عشر مليون دينار (( هذا ماعدا عناصر الحماية المخصصة لهم من وزارة الدفاع بواقع ( 750 ) ألف دينار لكل عنصر وان هناك من لديه أكثر من ( 100 ) عنصر !!! الذي يحتاج إلى موضوع مفصل )) .

أي ان كل نائب يستلم راتبا قدره 27,900,000 سبعة وعشرون مليون وتسعمائة ألف دينار لقاء حضوره أيام وساعات معدودة في الشهر أي ما يعادل راتب الأستاذ الجامعي طيلة حياته ، يستلم النائب هذا المبلغ بنفسه بموجب صك مصدق ولأمره !!! .

ان الزيادة الجديدة لرواتب الأعضاء البالغ 3,000.000 ثلاث ملايين لكل نائب كان من المفترض ان لا يشمل به وهذا رأي القانونيين , القرار هو من بدرجة وزير , فاتح مجلس القضاء الأعلى رئاسة مجلس النواب بشمول أعضاء محكمة التمييز الذين هم بدرجة وزير ، أجابت الرئاسة ، ان قضاة محكمة التمييز الذين هم بدرجة وزير غير مشمولون بهذه المخصصات ، لان ورد في القرار ، من لديه جهاز أو وزارة وان مجلس القضاء ليس لديه وزارة أو جهاز فلهذا لا يستحق الزيادة .. اسأل وأتساءل ؟ هل ان لعضو مجلس النواب جهاز أو وزارة ؟ أليس من المفترض ان يقدم كل عضو على افتتاح مكتب وان يجد عملا لـ ( 30 ) مواطن عراقي وان يقوم من خلال هؤلاء أداء دوره الرقابي للدوائر والمؤسسات على أكمل وجه ، لان دوره رقابي وتشريعي ، نعم يمارس التشريع في قصر المؤتمرات ، لكن كيف يمارس الدور الرقابي ان لم يكون على تواصل مع السلطات التنفيذية من وزارات ومؤسسات ودوائر، أي بمعنى إذا كل عضو يقوم بتعيين ( 30 ) عنصر ، بمعنى نستطيع ان نحقق 8,250 فرصة عمل وكذلك الحال بالنسبة إلى أعضاء الجمعية الوطنية والمجلس الوطني المؤقت لكن ان الذي يحصل يقوم كل نائب بالاستيلاء على حقوق ( 30 ) مواطنا عراقيا ، أليس هو هذا الفساد بعينه ؟ ولمن نقدم الشكوى ، إذا كان رأس الهرم فاسدا ؟ لماذا الصمت الإعلامي حول المنحة المخصصة لهم والبالغة (90) مليون دينار ولماذا تمت هذه الصفقة و التي هي من دماء العراقيين من خلف الكواليس وبهذه السرعة ؟ وهل يجوز للمسؤول أن يشرع مصلحة لنفسه وان هناك قاعدة عامة ( لا يجوز للمسؤول أن يشرع مصلحة لنفسه ) ، لم أعلم أي دين أو أي عرف يقبل بذلك وفي أي قانون أو أية شريعة في الوقت الذي كان المجلس الموقر يبحث عن المواد الشرعية عند مناقشة قانون التقاعد ، أليس هناك تناقض ؟؟ ، يطالب المزيد والمزيد ...... ويرى بان راتبه لا يكفيه ، يبحث عن مختلف الوسائل وبطرق غير شرعية للاستيلاء على المال العام فضلا عن المطالبة المستمرة بزيادة عدد عناصر الحماية في الذي يقول بان هناك تحسن في الوضع الأمني ، لماذا لم يخرج من المنطقة الخضراء ولديه جيش من عناصر الحماية الوهميين ؟ .. يأتي إلى البرلمان بدون مرافقة أحد لأن بالأساس لا يحتاج ذلك ، أبواب شقق مجمع القادسية مفتوحة له في الليل والنهار ، بدون أي يدفع دينار واحد كبدل للإيجار ومن الذي لم يحصل على شقة سكنية في المجمع المذكور .... ان فندق الرشيد أبوابه مفتوحة بدون مقابل وعلى مدار السنة ، إن كان غائبا أم حاضرا ، ما على العضو إلا ان يتخطى بضعة أمتار للوصول إلى مجلس النواب الكائن في قصر المؤتمرات حسب مزاجه الشخصي ، أي غير ملزم بالحضور في الجلسة وأحيانا كثيرة ، يحضر إلى قصر المؤتمرات ولكن يكتفي بالجلوس في الكافيتريا ، إنني لم أعلم ان الفساد المالي والإداري كيف يكون لونه .

أخيرا لنأتي إلى الأخوان في التحالف الكردستاني , أي ممثلي شعب كردستان , القيادات الكردية تطلق على مدينة ( كركوك ) بـ ( قلب كردستان ) .. لم اعلم أين القلب , إذا كان ممثل هذا القلب لم يصل مدينة كركوك منذ العام 2003 ولم يمر حتى من فوق أجوائها عند سفره إلى أربيل ؟ ومن الجدير بالذكر ان نواب التحالف الكردستاني لديهم دور فعال على تفعيل الرحلات الداخلية للخطوط الجوية العراقية بين بغداد وأربيل والسليمانية لأنهم يتنقلون اسبوعيا بين هذه المحافظات خاصة أنها تعد الكتلة الثانية بعد الائتلاف العراقي الموحد يصل عدد أعضاؤها إلى (58) عضو بعد إضافة أعضاء الاتحاد الإسلامي الكردستاني ، بلا شك إن هذا العدد يشكل حركة كبيرة للملاحة الجوية ، بالمقابل لم يعلموا بمواقع وزاراتهم ماعدا موقع وزارة الخارجية ، حيث هناك ، إصدار الجوازات الدبلوماسية وسمة الدخول إلى عواصم أوربية وغربية ( أغلبهم يحملون الجنسيات والجوازات الأجنبية ) فضلا عن ان هناك مصرف الرشيد يتردد إليه العضو ويذهب بنفسه عند الحاجة للأمور المالية .

قبل الختام أوجه بالسؤال إلى ممثلي الشعب العراقي المسكين ، عدد خمسة أسماء ، من عناصر حمايتك الوهميين ؟

بغداد