ألثلاثة ألذين إستضافهم إبراهيم؟؟ (10)

ألثلاثة ألذين إستضافهم إبراهيم؟

سؤال؟

من هم ألثلاثة ألذين إستضافهم أبو الآباء إبراهيم في (تك18)؟ وهل هم ألثالوث ألقدوس؟ وهل سجوده لهم دليل ذلك, ولماذا كان يكلمهم أحياناً بأسلوب ألجمع, وأحياناً بأسلوب ألمفرد؟ هل هذا يدل على ألتثليث و ألتوحيد؟

ألجواب:

لايمكن أن نقول إن هؤلاء ألثلاثة كانوا ألثالوث ألقدوس...

لأن ألثالوث ليس فيه هذا الإنفصال ألواضح. فالإبن يقول "أنا والآب واحد" (يو30:10).

ويقول "أنا في الآب, والآب فيّ. من رآني فقد رأى الآب" (يو14: 10,9).

كذلك قيل عن الآب " الله لم يره أحد قط" (يو 8:1).

أما سجود إبراهيم, فكان هنا سجود إحترام, وليس سجود عبادة. وقد سجد أبراهيم لبني حث لما أشترى منهم مغارة ألمكفيلة (تك7:23).

ولو كان إبراهيم يعرف أنه أمام الله, ما كان يقدم لهم زبداً ولبناً وخبزاً ولحماً ويقول: "إتكوا تحت ألشجرة. فآخذ كسرة خبز, فتسندون قلوبكم ثم تجتازون"( 18: 8,5).

أما ألثلاثة, فكانوا ألرب ومعه ملاكان..

ألملاكان بعد ألمقابلة ذهبا إلى سدوم (تك18: 22,16- تك1:19).

وبقى إبراهيم واقفاً أمام ألرب, وتشفع في سدوم (تك 23:18).

ولما رأى أبونا إبراهيم من باب خيمته هؤلاء ألثلاثة, لم يكونوا طبعاً في بهاء واحد, ولا في جلال واحد. وكان ألرب بلا شك مميزاً عن ألملاكين في جلاله وهيبته. ولعل ألملاكين كانا يسيران خلفه.

ولهذا كان أبونا إبراهيم يكلم ألرب بالمفرد, بإعتباره ممثلاً لهذه ألمجموعة...

وهكذا يقول له" ياسيد, إن كنت قد وجت نعمة في عينيك, فلا تتجاوز عبدك. ليؤخذ قليل من ماء, وإغسلوا أرجلكم, وأتكئوا تحت ألشجرة" أي إسمح يا سيد للأثنين أللذين معك, فيؤخذ قليل ماء وإغسلوا أرجلكم.

من أجل هذا ألسبب, كان أبونا إبراهيم يتكلم أحياباً بالمفرد,ويخاطبهم أحياناً بالجمع. مثلما يقابلك ضابط ومعه جنديان, فتكلم ألضابط عن نفسه وعن ألجنديين في نفس ألوقت...

قلنا إن ألثلاثة كانوا ألرب و ملاكان, وقد ذهب ألملاكان إلى سدوم (تك1:19). وبقى ألثالث مع إبراهيم...

وواضح أن هذا ألثالث كان هو ألرب. والأدلة هي :

إنه ألذي قال لإبراهيم "إني أرجع إليك نحو زمان ألحياة, ويكون لسارة إمرأتك إبن" (تك 10:18). بل ألكتاب يقول صراحةً في نفس الإصحاح إنه ألرب. في عبارات كثيرة منها: فقال ألرب لإبراهيم"لماذا ضحكت سارة" (تك 13:18).

فقال ألرب:هل أخفي على إبراهيم مأنا فاعله (تك17:18).

وقال ألرب: إن صراخ سدوم وعمورة قد كثر.." (تك20:18).

"وإنصرف ألرجال من هناك, وذهبوا نحو سدوم. وأما إبراهيم فكان لم يزل قائماً أمام ألرب"( تك22:8).

ويقول إبراهيم" أديان الأرض كلها لا يصنع عدلاً" يدل بلا شك على أنه كان يكلم الله. وكذلك باقي ألكلام تشفعه في سدوم.

وأسلوبه" عزمت أن أكلم ألمولى, وأنا تراب ورماد".

وكذلك أسلوب ألرب "إن وجدت في سدوم خمسين باراً..فإني أصفح عن ألمكان كله من أجلهم" لا أفعل إن وجدت هناك ثلاثين" ولا أهلك من أجل ألعشرة... واضح أنه كلام الله ألذي له ألسلطان أن يهلك وأن يصفح...

وأما الإثنان الآخران, فهما ألملاكان ألذان ذهبا إلى سدوم...

كما واضح من ألنصوص (تك18: 22,16), (تك1:19).

وقصتهما مع أبينا لوط معروفة (تك19).

وكون ألثلاثة ينفصلون, دليل على أنهم ليسوا ألثالوث ألقدوس....

الإثنان يذهبان إلى سدوم. ويضل ألثالث مع إبراهيم يكلمه في موضوع إعطاء سارة نسلاً , ويسمع تشفعه في سدوم.

هذا الإنفصال يليق بالحديث عن ألرب وملاكين, وليس عن ألثالوث....