الظالم والمظلوم في جمهورية الشوافي

[دهور الزمن الغابر كانت العوائل تتزاور فيما بينها لتقضي امسيات ملاح وتتسامر بالحكايات لعدم وجود التلفزيون او لقلتها فيما بعد فكان رجلا او امرأة تقوم بدور الحكواتي وبعض الاحيان تستغرق لايام ةولكن ليست كالمسلسلات المكسيكية التي لا رأس لها ولا اساس مع غياب القيم ولكن الحكواتي ايام زمان كانت لقصته بداية ووسط ونهاية مليئة بالقيم والامثال والحكم. وكانت تنتهي الزيارة بعد العشاء والشاي والحلويات سواء كان تمر اجرسي او تين مطبق مع الجوز واللوز بالرغم من فقر الحالة كانت الهدايا تاتي من الشمال او من الجنوب ولكن اغلبها من الشمال للروابط الاسرية وخاصة المهاجرين من الشمال بشتى الوانهم القرويه حيث كانت تسود روح المحبة والمؤازرة وروح القبيلة والترابط الأسري وما احلاها تلك الأيام قبل ان يقتل الشر والشيطان الرجيم روحيتها لتروج الأنا وحب الذات ولتموت روح الجماعة ويا حزننا لتلك الايام التي لن تعاد الا بقدوم المخلص ليضع كل شئ في مكانه ليضع الحب والأيثار بدل الأنانية والحقد والحسد ووو. نرجع الى موضوع الشوافي او الفانوس الذي سيكون الدليل الوفي للوصول الى البيت بدون الوقوع في بالوعة (بلوعة) وليعاودوا الكرة او تكون الزيارة القادمة هي رد للزيارة وهكذا وما اجمل تلك الايام التي كانت بالرغم من بدائياتها لكن كانت فيها مسح انسانية وكان خوفك ان لا تسقط في بالوعة ولكن بعد اكثر من خمسين سنة ترجع حليمة على عادتها القديمة وليس السقوط في بالوعة ولكن اذا هو رجل يخرج في الليل لان في انتظارة الاختطاف من الساعين الى ابتزاز الناس واخذ ماهو غير معقول من المال مع تسليم المختطف بدون راس والله يجازي هولاء وهذا لم يكن ديدن العراقين سابقا ذوي النخوة والايثار وصحون الأكل التي كانت تجوب المحلة لوجود النزعة الانسانية ولكن هيهات لتلك الايام بالرغم من اننا كنا نستخدم الفانوس و(الشوافي) اهل الموصل يعرفوها بذلك وهي عبارة عن زجاجة او معدن مملوءة بالنفط الابيض وتنار بواسطة شريط متدلى الى اسفلها ليبلل بالنفط وتكون مثل القنديل او بعض الاحيان تستخم اللمبة (اللالة), وكما اسلفت لا يوجد الان كهرباء وبعد اكثر من خمس سنوات لتضريط العراق عفوا لتحرير العراق من رجس الحكومة السابقة وكأن هذه الحكومة افضل من سابقتها والحقيقة هي اسوا بكثير من سابقتها ودليل واحد من دلالات كثيرة ما يعيشة الناس من ظلمة وظلم وظلام وخاصة شعبنا الكلداني الاشوري السرياني وللموضوع صلة.........

وليم يلدا البلوايا
كاليفورنيا - اميركا