مدينة الناصرية امتداد لحضارة الاجداد

مدينة الناصرية إمتداد لحضارة الاجداد

منقول من شبابيك للتاريخ
شهدت منطقة وادي الرافدين( Mesopotamia ) العديد من الحضارات التي ترجع أقدمها الى 3700 قبل الميلاد وهي الحضارة السومرية وشارك السومريون في بناء تلك الحضارة والكتابة المسمارية وتأسست العديد من المدن مثل مدينة أوروك في نهاية الآلف الرابعة وقد أمتد تأثير الحظارة السومرية الى العيلاميين في إيران , وبلاد الآناضول , ومصر . كما أزداد تأثير نفوذ ملوك كيش العرب ألى أن أحتل الاكديون العرب بلاد سومر سنة 2350 قبل الميلاد .
مدينة الناصرية هذه المدينة التي هي إمتداد لحضارة الآجداد السومريين الذين عاشوا في مدينة أور , عرفت هذه المدينة منذ أقدم العصور بتسامح أهلها وإ حتضانهم للعديد من ألاقوام التي هاجرت وأستوطنت في هذه الآرض الطيبة التي أحبها الله بالخيرات , المدينة التي غنى لها الشعراء والمطربين , تتميز هذه المدينة بخصائص في شتى حقول الحياة من سياسية , وأدبية , وفنية , بالأضافة الى موقعها التأريخي حيث ولادة سيدنا أبراهيم عليه السلام في منطقة( اور ). وهي المدينة التي أصبحت من المدن المميزة لآنطلاق كل التحركات والاحزاب الثورية , والمدينة التي أقلقت حكام العوجة مما أطلق عليها( صدام الحفرة ) أسم ( الشجرة الخبيثة). ولها شخصياتها الفاعلة في تاريخ العراق , فعلى صعيد الثقافة والشعر والفنون والادب كان الشاعر عريان سيد خلف , وسعيد زامل الفتاح , وصلاح نيازي , وكاظم الركابي والفنان حسن ال سعيد والنحات هادي سعيد , ومن الموسيقيين الملحن طالب القره غولي , وحسن الشكرجي , والمطربين داخل حسن , حضيري أبو عزيز , ناصر حكيم , وحسين نعمة وغيرهم .....
وفي السياسة ظهر فيها رئيس الوزراء ومؤسس حزب آلامة في العهد الملكي صالح جبر , ويوسف سلمان ( الرفيق فهد ) مؤسس الحزب الشيوعي العراقي , وفي حزب البعث كان فؤاد الركابي الذي يعتبر من اوائل المؤسسين لحزب البعث في العراق , وناجي طالب المنظرين لحركة الضباط التي قامت بأنقلاب عام 1958,والدكتور طاهر البكاء وزير التعليم العالي والبحث العلمي في حكومة العراق الجديد وغيرهم ...


فالناصرية مدينه تقع في جنوب العراق تعد من محافظات العراق الثمانيه عشر وتطل على نهر الفرات وتسمى ذي قار نسبه الى المعركه القديمه بين العرب والعجم قبل الاسلام وكانت عاصمه الدوله الكلدانيه وتعتبر من اشهر العواصم العربيه في التاريخ ومن معالم الاثار فيها الزقوره و اور ومن اشهر الاقضيه فيها الان قظاء الجبايش والرفاعي وسوق الشيوخ والشطره ومن اشهر النواحي ناحيه كرمه بني سعيد ناحيه الطار ناحيه الفهود ناحيه الغراف ناحيه الاصلاح ناحيه سيد دخيل ناحيه البطحه ناحيه الحمار الذي تقع على ضفاف هور الحمار ويعتبر من اكبر الموارد المائيه للعراق ومن اشهر الثروات السمكيه في هور الحمار اذ يمتد هور الحمار فيها من ناحيه الفهود الى الحمار ثم الجبايش ثم المدينه ثم منطقه صلين حتى يدخل خط العريظ من ناحيه البصره ويرجع الى ناحيه كرمه بني سعيد هكذا حجم هور الحمار كان سابقا على ضفافه يزرع الرز العنبر والنعيمه والبزمكي والياريت وال وتبتهج تلك المناطق بموسم الزراعه ابتهاجا وبعدما سد الفرات من قبل سوريه سنه 1973 انعدمه الزراعه بالمنطقه فاصبح ثروه سمكيه لان الماء اصبح راكد بعد ان حصل الجفاف تماما وحول الماء من دجله الى الفرات وانعدمت ارض المزارعين انذاك وبدئت الهجره من الريف الى المدينه علما ان اهوار الحمار في الناصريه تشتهر بالطيور المائيه لانها تتبع الرز في ايام الحصاد مثل الخضيري ودجاج الماء والوز والغرنوك والحذاف والمصو وابو دفين والبط وديج الرز والهربان ومالذ وطاب من الطيور المهاجره وتشتهر ايظا بزراعه النخيل لان الاجواء حاره والارض خصبه تساعد على نمو النخيل في المحافظه اذ عده الناصريه من المحافظات الغنيه بالنخيل بعد محافظه البصره كمى وان لوجود الرز والماء والارض الخصبه دور في تربيه المواشي مثل الابقار والاغنام فكان انسان الريف يستغني عن التسوق اليومي من المدينه نضرا لتوفر المواد الغذائيه الطازجه والطيبه في كل مناطق المحافظه يتسم ابناء محافضه الناصريه بطيبه القلب وطيبه النفس والاخلاق الكريمه عموم المحافضه لانهم تعلموها من كليه الديوان المظيف اذ اشتهروا بالشعر والادب وكانت لهم مجالس وكانت لشعراهم دواوين من الابو ذيه والشعر الشعبي والدارمي ويتسمون بالحسجه وهم ناس عشائر وقباءل ومن اشهر قبائل المحافضه قبيله الرميض الذي اشتهرت مع حربها ضد الاحتلال البريطاني وعشائر البراهيم اذ تقسم عشائر البراهيم الى سبعه او ثمانيه او تسعه ومن اشهرها عشيره المصدك البو حمودي الخشاب الصليحات اهل الجزره المغشغش البو جاري ومن ثم عشائر الزيرج في سيد دخيل وضواحيه ومن ثم عشائر الكوبع ومن ثم عشائر المجره ومن اشهر عشائر المجره عشيره الحسن بقياده اميرها المرحوم ثامر الحموده ومن اشهر عشارها حجام بقياده المرحوم عبد الكاظم الريسان ثم الجويبر من العشائر الكبيره بعدها عشائر عباده وعشائر بني مشرف وعشائر البو حمدان بقياده عيال الدهش والبو عايش والعمايره والاحول والفهود والبو شامه وبني حطيط اذ منهم الشيخ احمد الوائلي قدس سره الشريف وعشيره المواجد وعشيره بني اسد المشهوره بدفن الامام الحسين عليه السلام وبقياده الخيون ومن عشائرها المشهوره النصر الله والزياد وبني رجاب وبني لام وتميم وخفاجه وعكيل والنواشي والحسينات كما ان للسادا ت نسل الرسول الاعظم شان بالمحافظه اذ من اشهر ساداتها المرزات في كرمه بني سعيد بقياده المرحوم المرزا عنايه



كما ان محافظه الناصريه اشتهرت بالسياسات ضد الحكومات الظالمه وتاسيس الاحزاب وقيام الثورات والانتفاضات ضد الظلم والطغيان لانه يعتبرونه خارج نطاق المعروف وعرفه بعصيانها المسلح والغير مسلح ضد الظلم مثلا ثوره 1935 بقياده كاصد شيخ حجام والد المرحوم الحاج عبد الكاظم الريسان وثوره بدر الرميض ضد الانكليز وانتفاضه 15 شعبان 1991 خرجت هذه الانتفاضه من ناحيه الفهود يوم الجمعه الساعه االرابعه ليلا وتم الاستيلاء من قبل الابطال على الناحيه وصدرو ثورتهم باسرع وقت ممكن الى النواحي والاقضيه والمحافظات المجاوره ومن أشهر الشخصيات في المحافظه السيد الحبوبي صاحب التمثال داخل المحافظه كما وتشتهر المحافظة بدينها القويم والتمسك بالدين الإسلامي الحنيف وتحترم التقاليد العشائرية وتحترم المنبر الحسيني لاعتباره المنبر مدرسه فكريه وثقافيه عندهم وعانوا من الحكومات ما عانوه اذ وصلت مظلوميتهم بالإعدام والسجون والتعذيب والقتل وتدمير اليسير ومار الارض ودمار مزارعم وغور مائهم ماقد تصل اليه محافظات العراق في السنوات الاخيره والسبب يرجع لعدم ولائهم إلى الحكومه العلمانيه المنحرفه عن الخط الانساني هذه نبذه مختصره جدا عن تاريخ محافضه الناصريه وهناك تاريخ قويم لهذه المحافظه .عندما اشتعلت الانتفاضه في الفهود واشتعل الجنوب على بكره ابيه بادره الشبيبه الطاهره من ابناء ناحيه الفهود مع عشائرهم بانشاء مليشيات قد يصل قوامها 1300 مجاهد وسميه لواء الشهيد الصدر وعسكره القوات في سيد دخيل وقسمت منها سرايا وافواج وبقياده حميد خلف حسن المشرفاوي وعندما سلمت القياده لحميد المشرفاوي واشرفت القوات على القتال كان النصرحليف المليشيات كما وسالت دماء زكيه طاهرة على ارض الوطن للتخلص من الظلم ومن اشهر الشهدا في تلك المعارك السيد ابو زينب الكرعاوي عندما ربط رجله بقفل على الرباعيه وقذف المفتاح في نهر الفرات حتى استشهد عليها ومن الابطال من استشهد في تلك المعارك مانع مشكور العبادي وعلي ليلو العبادي عندما كان ضابط ركن اللواء برتبه فخريه كما ذكرنا لمحافظه الناصريه تاريخ عريق وثابت وهناك شخصيات برزت وعرفت بولاها لوطنها مث عائله السيد راضي داخل المحافضه ولايسعني ان اسرد اكثر من ذلك استميحكم عذرا لاني لم افي بالغرض المطلوب ولاكن جهد الامكان كما ويحد المحافظه من الشرق البصره ومن الشمال ا لكوت ومن الغرب السماوه ومن الجنوب المملكه العربيه السعوديه
[IMG][/IMG]

التعديل الأخير تم بواسطة اميرة العراق ; 25-Feb-2008 الساعة 11:24

الناصرية .. شجرة ألله الطيبة ... قيثارة العراق الشجية


للناصرية (أورالكلدانية 5300 ق .م) وبالسومرية (شش أونو كي) مكانة أثيرة في قلبي ليس لأنني قضيت فيها أجمل سني عمري التي توزعت بين العمل والنفي والإعتقال الذي أشبهه على حد قول شاعرها الأسدي (وما بلد ضمني سجنه ولكنه قفص البلبل) . بل لأجل تاريخها الذي هو جوهرة متميزة بين جواهر التاج العراقي العريق ولأجل ناسها الطيبين المغسولين بالعشق السومري والمطيبين بالأريج الكلدي المضوع بالمحبة . الناصرية أور المقير أو أور الكلدان الأوائل كما تعرف عالمياً ، مدينة المدن الأولى وبوابة العراق على بحر الكلدان القديم (تام تي شا مات كلدي) الذي يعرف اليوم بالخليج .

أن سحر ليالي الناصرية بسمائها الصافية كعيون الأطفال لا يمكن أن ينسى ، لا سيما تلك الليالي التي كنت أقضي جلها في حضن زقورتها ذو المعبدين العلوي والسفلي (E kish nu gal) ، تلك الزقورة التي شيدها أورنمو وأبنه شولكي وعمرها نبونائيد ، التي كنت أفتح عيني وأغمضها لسنين على مرأى هامتها الشامخة ، سنين الناصرية الحبيبة ولياليها العامرة تلك أثمرت أول كتبي (أور الكلدان ... رؤية عراقية) ومنحتني معارف لم أكن لأحلم بها يوماً .

ترى كم من الذكريات والأسماء الحبيبة والصديقة والتفاصيل الموغلة في خصوصيتها تلك التي يمكن لي أن أستذكرها كلما رن في أذني أسم الناصرية والفرات وشارع النيل وساحة الحبوبي والأور والمكير والشطرة والغراف وسوك الشيوخ والعكيكة والجبايش والفهود والرفاعي وجلعة سكر وغيرها . وتريات مظفر وتفاصيل تشابيه معركة الطف ووهب النصراني وأمه وعمود الخيمة ، مسابقات الدارمي وأغنيات جعفر حسن وجرزات حسين نعمة التي كان صديقنا الطيار المدني الشهيد طالب التركماني الكوردي الشيوعي يقول فيها متفكهاً (لا أعرف إيهما تهون عليّ طول السهر جرزاته أم أغانيه) ؟

كؤوس العرق التي كانت وما تزال لذة للشاربين والتي منحتنا يوماً إبتسامة عريضة عندما صحونا ذات يوم ثمانيني لنرى تمثال الحبوبي ملوحاً بزجاجة عرق وضعها ليلاً أحد الظرفاء !

أن مدينة الناصرية وأهلها الطيبين الذين عانوا الأمرين أيام الحكم الصدامي البائد والتي تعيش اليوم وضعاً خدمياً لا يقل بؤساً عن الأمس ، تثبت للجميع بأن مدينة عمرها بعمر العراق لا يمكن لها أن تنكسر أو أن تتنكر لتاريخها العريق .

أو ليست أور الناصرية هذه أحدى أولى مدن العراق الجنوبية الثلاث : أريدو (عاصمة الكلدان الأولى) ، وأور (التي أبتكر فيها القلم الكلداني الحديث) على عهد ملكها الشمس(نبوخذنصر) الذي ترجع عائلته المنحدرة من بيث ياقين إلى ثالثة المدن الجنوبية أوروك . أور هذه شهدت إنطلاقة الكلدان في عهدهم الذهبي يوم تمكن ملكها نبوبلاصر من الإستقلال ببابل وتأسيس السلالة الكلدانية الذهبية أو السلالة البابلية الحادية عشر .

أوليست أور الناصرية هذه التي أبتناها الكلدان الأوائل في أواخر الألف السادس ق.م من أستقبلت في منتصف الألف الرابع ق.م جموع السومريين الرافديين الشماليين الذين طبعوا أهلها منذ عهدذاك بعيونهم الواسعة الآسرة الساحرة ومنحوا صبايها هبة الدلال الآسر وهن يتمايلن على إيقاع ضفائرهن المخضبة بالحناء متشبهات بملكتهن الرائعة (بو آبي) التي أذهلت الآثاريين والمؤرخين وتجاوز حضورها المعجز هؤلاء الآثاريين إلى الأدباء والروائيين ، وما إنبهار الروائية البريطانية أجثا كرستي بأور من خلال رواياتها الشهيرة إلا شهادة حية على ذلك الإعجاب المنقطع النظير .

لأور منزلة أخرى ليس مثلها منزلة ، ففيها تبينت محبة ألله للعالم ومنها هاجر أبنها إبراهيم الكلداني إلى الأرض التي وعده بها ألله ولنسله (تكوين 15 : 7) وكذلك سورة المائدة (5 : 20 -21) وأيضاً سورة الأعراف (7: 127) . ومن تلك المدينة العريقة ، كان الملك الكلداني الثائر (مردوخ إبلا إيدينا) يقارع الجيوش الغازية الكبيرة العدة والعدد بأسلوب حرب العصابات الذي أبتكره ، منطلقاً من أهوار الجبايش في عمليات سريعة قاصمة وحاسمة مستخدماً مريديه ومحبيه من سكنة الأهوار بشباكهم وفالاتهم ومشاحيفهم حتى تمكن من تحرير بابل ، تلك العمليات القتالية المبتكرة أثبتت جدواها وأبلت ثانية بعد قرون مستعيدة مجد أبنها الملك الكلداني الثائر (مردوخ بلادان) ، وذلك في عهد الدكتاتور السابق الذي ذاق الأمرين على أيدي الثوار المتمركزين في الأهوار.

وإن أنسى فلا أنسى أيام الإنتفاضة الشعبانية وكنت وقتذاك في الناصرية ، حيث تقطعت بنا السبل بين شوارع مخربة طافحة بالماء والطين وجسور مهدمة ومواصلات معطلة ومطر كالسخام ، ثم كان الإلتفاف على الإنتفاضة بترتيب مريب من توابين وعناصر أمنية مخربة زرعها النظام البائد بتشجيع من دول الجوار بين جمهور الناقمين على السلطة البائدة ، فهب الأصدقاء والأحبة ومنهم قاسم رحمن (أبو محمد) الذي نصحني بترك الناصرية التي لم تعد آمنة وساعدني للعودة سالماً عن طريق السماوة وبابل إلى بغداد.

الناصرية (أور) التي أبتناها الكلدان الأوائل في الألف السادس قبل الميلاد تستعيد اليوم زهوها العراقي الأصيل وتكشف عن طينها الحري ، فتكرم بكل فرح وإعتزاز أبن العراق البار وسليل (مؤسسيها الأوريين الأوائل) غبطة مولانا البطريك عمانوئيل الثالث دلي الكلي الطوبى من خلال إعتماد أسم نيافة أبينا الكاردينال لبطولة دورة كروية شبابية بمبادرة من أعضاء المنظمة العراقية لإسناد الإنسان في الناصرية ، لتقول لذلك البعض من العراقيين (المتفرسين والمستعربين) : بأننا عراقيون أولاً ، وبأن الناصرية كانت وما تزال قلب العراق النابض بالمحبة وراحة اليد التي من أن نعطش حتى تسقينا ماءً زلالاً (تعطش وأشربك ماي بجفوف إيدية) .

الناصرية (أور) هذه كانت وستبقى سليلة المجد العراقي العريق ، شجرة العراق الطيبة التي لا ينال منها قولة القائلين ، زقورة التقوى ومهد الصالحين ، قيثارة العراق الشجية وتخومها وفراتها أبداً قبلة الأولين والآخرين .

نقلا عن
عامر حنا فـتوحي الكلداني / الولايات المتحدة الأمريكية

http://www.amerfatuhiart.com